إن الملفت للنظر هو ما يلقاه " المخزني" من أساليب حاطة لكرامته الإنسانية ، فلم يشفع له استعماله المذل ، فلا يحق له أن يقول :لا , و لا أن توضع في الحسبان ظروفه . المخزني الذي حرم من حقوقه بدمجه في ما سمي بأهل "الكسوة و السلاح" غير أن في أسا الزاك يجد رجل القوات المساعدة نفسه محروما من أبسط حقوقه التي لا تدخل في إطار الطابوهات المذكورة آنفا . والحكم للقارئ مرجأ إلى حين التأمل فيما سأسرده ، رجال القوات المساعدة محرومون من الاستفادة من سيارة الإسعاف التي تعد حكرا على الضباط منهم دون ذوي الرتب الصغيرة و الذي ليست له رتبة ، و ما تعرض له (لقحي نبيل) لخير دليل حيث أصيب بحروق عندما أريق عليه مقلاة من الزيت ، وعند ذهابه إلى المصحة المتواجدة في الثكنة عولج ب "النار الباردة" بعدما منع منه الذهاب إلى المستشفى لكون سيارة الإسعاف لضباط و ليس له و لا لأمثاله. و أثناء أدائه لواجبه في الحراسة لمدة أيام تضاعفت إصابته حتى تعفنت الأعضاء التي تعرضت للحروق، و ما زال يرجو الله أن لا تكون حالته أخطر مما يتصور ف" اليد قصيرة و العين بصيرة". هذا لا ينطبق عليه فقط فالإصابة بالمرض في صفوف القوات المساعدة موقوف التنفيذ إذ لا يعطى الإذن بزيارة الطبيب المختص بكلميم إلا بعد مرور أيام فلا يحق لك الاستفادة من الإذن إلا عندما يتمتع المسؤولين بعذابات "المخزني" ممارسين عليه سادية وحشية تتبلور أيضا من الرفض غير المبرر للشواهد الطبية ، غير مدرك أن "المخزني" يمرض و يصح و تجري عليه كل أحوال الإنسان . عكس الضابط نوارة الذي يستفيد من أي شيء و نائبه زوطان الذي هو الآخر له راحة أسبوعية من الجمعة إلى صباح الاثنين بدون حسيب و لا رقيب. ولم يقف شطط هؤلاء عند هذا الحد بل وصل إلى العبث بحقوق "لمخازنية" العزاب منهم حيث يرى اختفاء كميات مهمة من المواد التي تعطى لهم في أطار التموين العسكريravitaillement و الجدول التالي يوضح الأمر: المادة الكمية اللازمة استهلاكها في اليوم لكل 85 مخزني الكمية التي تختفي في اليوم الكمية المختفية في الشهر الحليب المبستر –نيدو- 1.5 علبة نيدو نصف علبة 15 علبة وزنها 30 كيلو زيت لوسرا 5.6 لتر 4 لترات 120 لتر السكر 14.6 كيلو غرام 8.6 كيلوغرام 258 كيلو غرام السردين 8 علب 4 علب 340 علبة أي نصف الكمية ليس وحدها هذه المواد التي تتعرض للنهب و السرقة في واضحة النهار بل القطنيات أيضا (العدس و الفاصوليا) و الدقيق و مستلزماته ، رغم أن الخبز المقدم للمرابطين في الثكنة لا يليق علفا للحمير الأحرى تقديمه للإنسان، ونفس الأمر ينطبق على الأرز و الشعرية. أما اللحم و الخضر يوزعان بطريقة عشوائية ولا وجود لثلاجة تحمي هذه المواد من التلف و التعفن – لأن ثلاجة الثكنة بها عطب دام ردحا من الزمن – في حين أن نصيب الضباط يوزع على متن سيارة في خلسة من الظلام، وحتى لا يعلم أحد مدى التمييز الفاحش بين المقهور و المحظوظ. وفي رمضان تزداد معاناة القوات المساعدة خاصة إذا صادف هذا الشهر الكريم موسم الصيف فالسحور عدس أو فاصوليا فلا اعتبارا للحرارة المفرطة و لا السعيرات الحرارية لهذه المواد الغذائية. رجل القوة المساعدة لا حول له و لا قوة ولا ينعم بيوم راحة دائم الحضور في rassemblement يفعل ما يؤمر ، وفي قيامه للأوامر-لكونه الحلقة الأضعف - يتم تنقيله كما هو الشأن بالنسبة ل "أوعكي" الذي نقل إلى الراشيدية و "دحماد" إلى فم الحصن " وبوعيدة" إلى المحبس ، ولم تسلم القوات المساعدة بأسا الزاك من خروقات الكومندر العلوي فقد ورثها بإستحقاق و أكثر استفحالا كل من نوارة و نائبه المطيع زوطان. فهل الأمر يحتاج أيضا إلى لجنة لتقصي الحقائق و الضرب على أيدي العابثين بحقوق القوة المساعدة بأسا؟؟؟ فلا الزيارات الماراطونية التي يقوم بها كولونيل "منصف"بجهة كلميمالسمارة ، التي لم تضف أية مردودية رغم أن موقعه يتطلب منه التفاعل الايجابي مع معاناة و مأساة القوات المساعدة بأسا ، و التواطؤ المكشوف الذي تترجمه تصرفات "منصف" بعدم سؤالهم عن مشاكلهم و الإكتفاء فقط بالجلوس بين الجدران الأربعة مع الضابط نوارة ، الذي يموهه و يفتري عليه أن "العام زين". الأمر الذي أرخى بضلاله على طبيعة التسيير في الثكنة بأسا فلا أحد يؤدي المهام المنوطة به كما يجب ، حيث تؤكد مصادر مطلعة أن تواجد كل من "السكوري"و العمراوي" تواجد صوري، لايقدم و لا يؤخر داخل الثكنة مغلوب على أمرهم .. فلا تشفع لهما رتبتهما العسكرية أمام تغول نوارة . أمام هذا الواقع العلقم لا ملجأ لرجل القوة المساعدة سوى الهروب من الجحيم المستعر ، ولا غرابة أن يسرع البعض منهم في تقديم طلب التحرر من الانتماء إلى صفوف هذه الفئة التي طالها الحيف و التهميش و جبروت المسؤولين وتسلطهم.