إكتسب سجن " الزاكي 2" بمدينة سلا عن جدارة وإستحقاق إسم (كوانتنامو المغرب ) لما يحدث فيه من انتهاكات صارخة لحقوق السجناء كما هو متعارف عليها كونيا,خاصة منهم سجناء الرأي. وتختلف الانتهاكات النفسية و الجسدية والمضايقات حسب مزاج العاملين بالسجن , يكون في الغالب النصيب الاوفر من حظ السجناء الصحراويين , خاصة وان السلطات المغربية تفضل تجميع سجناء الرأي الصحراويين بهدا السجن ,حيت يتواجد به هده الاثناء كل من مجموعة "اكديم ازيك" الشهيرة و التي تتكون من 24 فرد أو مجموعة "الطلبة الصحراوين المعتقلين" الستة الذين تم اعتقالهم على خلفية الأحداث التي عرفتها مدينة العرفان بالرباط في 22 ابريل 2011. و كذا مجموعة "عبد الدائم وصديقه " الذين تم ترحيلهم من السجن السيئ السمعة بتزنيت إلى هذا السجن... فكل هؤلاء المعتقلين الصحراوين يعانون من ظروف سجنية أقل ما يقال عنها أنها جد مزرية، سواء من حيث وضعية الزنازن المقرفة ذات الأبواب المقفلة بشكل مستمر، مع قصر المدة الزمنية المخصصة للفسحة، ومنع جميع الوسائل التي يحق لأي معتقل امتلاكها كالأواني و الأغطية الخاصة و وسائل التدفئة، و عدم السماح بدخول الكثير من المواد الغذائية كالشاي و السكر ... هذا بالإضافة إلى الظروف المفروضة على زيارة العائلات، ففي الغالب يتم تجاهلهم أمام باب السجن لساعات، وهم في انتظار تمتعهم بحقهم المشروع في زيارة ذويهم، وعند تمكينهم من ذلك من خلال فتح بوابة السجن، يجدون في انتظارهم موظفي السجن الذين لايبخلون عليهم بالمعاملات الحاطة من الكرامة الإنسانية، خصوصا من طرف الموظفة المسماة "شريفة"(بعبع السجن)، التي تواجههم بوابل من الشتم و السب والتنكيل، ليظهر بعد ذلك مدير السجن كمدافع عن تصرفات موظفيه وصارخا في وجه كل من حاول المطالبة بأبسط حقوقه في زيارة ذويه، في شكل سافر لكل القوانين الداعية إلى تحصين حقوق السجناء وضاربا عرض الحائط بفصول الدستور المغربي لسنة 2011، وخصوصا الفصل 22 الذي جاء في فقرتيه الأولى و الثانية : "لا يجوز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص ،في ظرف ومن قبل أي جهة كانت خاصة أو عامة. لا يجوز لأحد أن يعامل الغير، تحت أي ذريعة معاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة أو حاطة بالكرامة الإنسانية." أما ما يخص ظروف الطلبة الصحراوين المعتقلين فإنها أشد قسوة مما يوصف و ذلك راجع إلى الأسلوب العنصري لمدير هذا السجن اتجاههم وجميع الموظفين و الحراس، المخالف أيضا لما ورد في الفصل 23 من الدستور الجديد . لا لشيء سوى أنهم لازالوا حديثي العهد بالحياة، و كذا التعذيب الذي يطالهم من رئيس المعقل المسمى " اوعزيز يونس" و الذي لا يتوانى عن التنكيل بهم و منعهم من ابسط الحقوق التي يضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و الميثاق الدولي لحقوق السجناء، والقانون رقم53_07 الحامي لحقوق السجناء بالمغرب، و الدستور الجديد . و هو ما يجعل هؤلاء المعتقلين يناشدون جميع الضمائر الحية في التدخل من اجل حمايتهم، من العنف والتنكيل الذي يتعرضون له بشكل يومي من قبل القيمين على هذا السجن في غياب تام للصحافة والرأي العام،كما يناشدون جميع المنظمات الدولية ومن له صلة بها أن يعمل على إيصال صوت هؤلاء المعتقلين الذين يكابدون الويلات بشكل مستمر وفي غفلة من العالم على يد جلادين لا يعرفون الشفقة و لا الرحمة. و هذا ما جعل معظمهم يعاني من عدة أمراض تزيدهم إنهاكا و ضعفا، مع قوة الرطوبة وكثرة الأوساخ،مما أدى إلى إصابة المعتقل "احمد أيوب" بالحساسية المفرطة،التي تؤدي به في غالب الأحيان إلى الإغماء،كما أصبح المعتقل "سليمة مسعد"يعاني من هلوسات خطيرة نتيجة الرعب و الخوف الممارس عليهم من طرف سجانيهم،والمعتقل "محمد براك" بالصمم الحاد للأسباب نفسها،كما أن المعتقل " عبيل سعيد" يعاني من عدة تقرحات على مستوى الوجه والساقين و البطن،نظرا لضيق فترة الفسحة،أما لمعتقل "إبراهيم شليح" فيعاني من عدة أمراض تجعله يعاني من حساسية مفرطة وارتفاع في مستوى الضغط، و ظهور تقرحات جلدية على مستوى جسمه،وما هذا إلا القليل مما استطاعت أن تلاحظه عائلات المعتقلين من اضطهاد بادي على أولادهم، ناهيك عن كثرة الاضطرابات النفسية التي يعانون منها. وهو ما أدى بالبعض منهم إلى الدخول في مشادات كلامية مع مدير السجن في الأسبوع الماضي، مما جعل هذا الأخير يتلفظ بألفاظ تحمل أكثر من دلالة على عنصرية هذا المدير اتجاه الصحراويين بصفة عامة. هكذا و بعد ما حاولنا إعطاء بعض ملامح الصورة السوداء التي يعشيها المعتقلين الصحراويين في السجون المغربية بصفة عامة، والوضعية الخطيرة للطلبة الصحراوين بالسجن السيئ الذكر الزاكي 2 على وجه الخصوص. يناشد الطلبة المعتقلين كل الضمائر الحية عبر مداشر الصحراء (العيون،الداخلة،اسا، الطنطان،السمارة،بوجدور وكلميم...) و خارجها التضامن معهم و مع جميع معتقلي الرأي العام الصحراوي أين ما كانوا. كما يناشدون جميع الحقوقيين مغاربة وصحراويين وأجانب بمحاولة التدخل لرفع التعتيم الإعلامي عن هؤلاء المعتقلين , و العمل على إنصافهم و التدخل لإطلاق صراحهم، و مناشدتهم كدالك لكل من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان،المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، جمعية الوسيط، جمعية بيت الحكمة، و المجلس الوطني لحقوق الإنسان.