صحراء بريس / متفرقات أعلن معارضون ليبيّون أنهم أرسلوا وحدات خاصة لملاحقة العقيد الليبي معمر القذافي، الذي ينحصر مؤيدوه حالياً في جيوب للمقاومة بالعاصمة طرابلس. وأعلنت قيادة المعارضة أنها تعتزم نقل حكم البلاد من معقلها بمدينة بنغازي في شرق البلاد، حيث اندلعت الثورة لإنهاء حكم القذافي قبل ستة أشهر إلى العاصمة طرابلس. وكشف عقيد في المعارضة أنهم يستهدفون عدة مناطق لملاحقة القذافي، مضيفاً إن المعارضين يرسلون قوات خاصة كل يوم لملاحقة القذافي، وإن وحدة تقوم بأعمال الاستخبارات، بينما تلاحقه الوحدات الأخرى. من جهة أخرى، دمر الطيران البريطاني صباح أمس «واحدة من آخر منصات الصواريخ أرض جو بعيدة المدى للعقيد القذافي بالقرب من الوطية التي لا تبعد كثيراً عن الحدود التونسية»، فيما دمرت بعد الظهر أيضاً طائرات تورنيدو ويوروفايتر بريطانية «مركز قيادة ومراقبة كان لا يزال في أيدي النظام على الطريق الجنوبية لطرابلس المؤدية الى المطار الدولي». من جهة أخرى، كشفت صحيفة «الغارديان» اليوم، أن معمر القذافي سعى يائساً إلى إنقاذ نظامه من خلال إطلاق حملة ضغط استثنائية سرية لوقف قصف منظمة حلف شمالي الأطلسي (ناتو) في ليبيا. ونقلت الصحيفة عن وثائق سرية، اطلعت عليها، أن القذافي رجح احتمال قيام الحلفاء الغربيين بشن حملة عسكرية واسعة النطاق ضد نظامه في أواخر أيلول/ سبتمبر أو تشرين الأول/ أكتوبر من العام الجاري، وبذل نظامه محاولات يائسة في الأشهر الأخيرة للتأثير على الولاياتالمتحدة والرأي العام العالمي واتصل بقادة عالميين من الرئيس باراك أوباما وما دون. وأضافت الصحيفة إن نظام القذافي حاول إقناع عضو الكونغرس الديموقراطي، دينيس كوسنيتش، الذي صوّت ضد حملة حلف الأطلسي في ليبيا وعارض حرب العراق، بزيارة طرابلس في إطار مهمة سلام رتبها على عجل وعرض تغطية جميع التكاليف المتعلقة بالزيارة، بما في ذلك نفقات السفر والإقامة. وذكرت الوثائق السرية أن سفيان عميش، الناشط في مجالات حملات الضغط والعلاقات العامة ومقره الولاياتالمتحدة، بعث رسالة إلى رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي بتاريخ 22 حزيران/ يونيو الماضي أشار فيها إلى أن كوسنيتش كان قلقاً بشأن سلامته الشخصية في طرابلس، ويفضّل إجراء لقاءات مع كبار مسؤولي النظام خارج ليبيا، وعلى رأسهم القذافي، غير أن الزيارة لم تتم، وقام كوسنيتش بدلاً من ذلك بزيارة سوريا. الثوار مستمرون في البحث عن القذافي (زهرة بن سمرة - رويترز) وأبلغ كوسنيتش الصحيفة أنه «نظراً إلى الجهود التي بذلتها في وقت مبكر لوضع نهاية للحرب، تلقيت دعوات من ليبيا، بما في ذلك من رئيس وزرائها، بعد علمه بتلك الجهود لطرح مقترحات للسلام، وأوضحت أنني لا يمكن أن أتفاوض بالنيابة عن إدارة باراك أوباما، وأتحدث من موقعي كعضو في الكونغرس الأميركي مساهم في هذه القضية ومستعد للاستماع إلى ما يقوله الليبيون». وشدد عضو الكونغرس الأميركي أنه «بالنظر إلى أن ليبيا كانت تحت قصف حلف الأطلسي، فإنها لا تبدو كمكان واعد لعقد الاجتماعات»، كما ذكرت الصحيفة أنه «أجرى في إحدى المرات محادثة هاتفية استغرقت ساعة مع رئيس الوزراء الليبي، وأكد أن عميش كان على اتصال به ويتصرف كوسيط ومؤيد لنظام القذافي». كذلك، بعد اجتماع لمسؤولين عقد في اسطنبول، دعت مجموعة الاتصال حول ليبيا الليبيين إلى تجنب الانتقام بعدما وردت تقارير أفادت بمقتل مدنيين، مضيفةً «أولى المشاركون الاهتمام الأكبر لتحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا ... واتفقوا على أن مثل هذه العملية يجب أن تستند إلى مبادئ تفادي الانتقام والعقاب». دبلوماسياً، كشف دبلوماسيون أن الولاياتالمتحدة وجنوب أفريقيا توصلتا إلى اتفاق للسماح بالإفراج عن 1.5 مليار دولار من الأموال المجمدة من أجل المساعدات الإنسانية والاحتياجات الإنسانية الأخرى في ليبيا. وفي سياق متصل، قال محمود جبريل، رئيس حكومة المعارضة الليبية، في كلمة له بإيطاليا إن الثورة قد تفشل إذا لم تحصل ليبيا على أموال سريعاً، مضيفاً إن أكبر عنصر يسبب زعزعة الاستقرار سيكون عدم القدرة على توصيل الخدمات الضرورية ودفع رواتب من لم يحصلون على رواتبهم منذ شهور. كذلك، طالب وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو دول العالم بالإفراج عن الأصول الليبية المجمدة لديها. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن داوود أوغلو قوله اليوم، في مؤتمر صحافي مشترك مع جبريل باسطنبول، «ينبغي إعادة أموال الشعب الليبي»، مضيفاً «لطالما وقفنا مع مطالب الشعب الليبي بالتغيير واعتقدنا أن سلطة واحدة يجب أن تمثل البلاد تفادياً للانقسام». وأشار إلى أن هذه السلطة حالياً هي للمجلس الوطني الانتقالي، لافتاً إلى أنه بحث خلال لقائه مع جبريل في الإجراءات المالية والقرارات الهادفة إلى تأمين حاجات الشعب الليبي، مضيفاً إنه ينبغي الإفراج عن كل الأصول الليبية المجمدة حول العالم. في سياق متصل، نفت وزارة الخارجية الجزائرية ما روجت له بعض وسائل الإعلام الغربية عن أنها اشترطت على المجلس الوطني الانتقالي الليبي إعلان التزامه بمحاربة تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» مقابل الاعتراف به. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، عمار بلاني، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الحكومية اليوم «أفند بشكل قطعي هذا الخبر الذي لا أساس له من الصحة والذي لا يعكس موقف ولا وجهات نظر الحكومة الجزائرية حول الأحداث الأخيرة التي وقعت في ليبيا». أما عسكرياً، فقد أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أن طائرات بريطانية قصفت الليلة الماضية حصناً كبيراً يستخدم كمقر قيادة في مدينة سرت مسقط رأس العقيد الليبي الهارب معمر القذافي. وأوضح البيان أنه «عند منتصف الليل تقريباً (توقيت لندن) أطلق تشكيل من طائرات التورنيدو، أقلع من قاعدة برهام البريطانية في نورفولك (شرق إنكلترا)، صواريخ موجهة عالية الدقة من طراز ستورم شادو على حصن ومقر قيادة هام في سرت مسقط رأس القذافي». وذكر تلفزيون النظام الليبي في صفحته على موقع فايسبوك أن المتمردين يحاولون التقدم باتجاه سرت التي قصفها الحلف الأطلسي.