لم يكرس طول الصراع القائم حول الصحراء إلا فشلا مؤكدا من طرف النخب التقليدية التي كانت على مدى 35 عاما تتصدر واجهة تمثيل الساكنة، والحقيقة أنها كانت تمثل مصالحها ومصالح من يدور في فلكها . ويبرز هذا الفشل جليا في المشاكل التي تراكمة على مدى عقود، والتي خلفت لنا في النهاية مخيم إكديم إيزيك الذي كان أحد أكبر الفضائح التي كشفت حقيقة دور النخب التقليدية التي كانت تتكلم بإسم الساكنة ،فلا مجال اليوم أمام صانع القرار سوى الإنفتاح على الطاقات الشابة والتي أخد دورها يتعاظم، كون النخب الشابة هي التي تمتلك اليوم الخطاب الأكثر إقناعا، بعد أن حرقت أوراق النخب القديمة . إننا اليوم في حاجة إلى أن نتامل ما حولنا لكي نعرف مستقبل الأوضاع بأقاليم الصحراء ،والتي تسير في إتجاه المجهول ،بفعل إسناد الأمور إلى غير أهلها ، والتي كان من نتائجها أوضاع إجتماعية وصلت مراحل التعقيد حتى أضحى الكل عاجزا عن إيجاد الحل لها . إن الأمل المعقود حاليا هو على النخب الشابة الأكاديمية العارفة عن قرب مشاكل أهل المنطقة ،والتي لها تخطيط إستراتيجي لما يجب القيام به للخروج من الوضع الحالي ، وهنا يحضر مثل متميز لهذه النخب الشابة التي تمكنت من أن تكتشف السر الكامل وراء الحرك الإجتماعي الحالي بعموم الأقاليم الصحراوية والأسباب التي تقود له ، فحسب هذه النخبة الأكاديمية الشابة والمنتمية إلى مرصد الدراسات والأبحاث الصحراوية فإن من يحرك الوضع الحالي هو الفئة الصامة والتي تعد حسبهم فئة حاسمة في الصراع الدائر بفعل إتساع قاعدتها وأن مطالبها تبقى إجتماعية لكن مع هذا فهي مفتوحة على إحتمالات أن تتطور إلى مطالب سياسية ، وهي بذلك تكون أول هيئة من المجتمع المدني التي تمكنت من أن تصل إلى هذا المعطى البالغ الأهمية . والأكيد أن مستقبل قضية الصحراء يحسم بالضرورة من الداخل الصحراوي وليس عبر المفاوضات مع جبهة البلساريوا التي تعيش أصلا مخضا عسيرا و إنشقاقات في صفوفها ،لهذا فإن ضرورة الإنصات إلى جل المكونات الحقيقة للمجتمع في هذه الأقاليم يصبح بالضرورة إلزاميا وأن فتح المجال أمام تيار الشباب الإصلاحين يبقى مهما من أجل وضع أرضية وإستراتيجة تنهي حالة الإحتقان الإجتماعي . إن هذا الو اقع يجب أن ينتبه له الجالسون على كراسي تدبير الشأن اليومي في ربوع الصحراء وأن يفهموا بان عليهم أن يبحتوا عن الفئات الحقيقية التي بإمكانها أن تكون ممثل حقيقي لساكنة وإنشغالتها ،لقد قد الشباب العربي ثورات التغير ومن هنا اصبح من المفروض على اصحاب العقد والحل في أمور الصحراء ان يفتحوا المجال أمام النخب الشابة التي تحمل مشاريع التغير الإيجابي والتي ستساهم بالخروج من الوضع الذي أسميه بالمأزق والمكرس منذ أزيذ من 35 عاما، كفى إنتظارا فاللحظة التاريخية لم تعد تترك هامشا للمناورة ولامناص حاليا من فتح الفرصة أمام الجميع لكي يبرزوا قدراتهم على إدارة والآخد بيدنا جميعا للوصول إلى بر الأمان .