بامتلاء الشوارع الجزائرية اليوم الجمعة عن آخرها رافضة لاستمرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، تكون كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، بما فيها احتمال تنحي بوتفليقة ومن وراءه عن فكرة استمراره، وهو الاحتمال الذي يفتح أبوابا كثيرة من التساؤلات، منها: من يخلف بوتفليقة؟ وهل يقبل “الجنرالات ” بتسليم مفاتيح السلطة للمدنيين؟ أم يتم تسليم السلطة لرئيس آخر، ويظل الجنرالات يديرون الأمور من وراء ستار؟ الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي يبدو أنها عزمت أمرها وانضمت منذ البداية للملايين الثائرة، فكتبت بحسابها على تويتر: “من يستطيع بعد اليوم ، حكم هذا المارد الذي استيقظ، لا ننسى برغم ذلك أن نحيي رجال جيشنا الوطني الشعبي و رجال الأمن الذين يشقون طريقهم بين الجماهير بالمدرعات تطبيقا للأوامر ، لكن دون أن يؤذوا جزائريا حتى الآن .”. وأضافت أحلام: “إخوتنا في جيشنا الوطني، يا كلّ عزتنا نحبكم نشتيكم نضمكم”. متابعو مستغانمي انقسموا في ردودهم إلى فريقين: فريق ايدها فيما ذهبت اليه، وعلق أحدهم قائلا:” أشاهد هذه الجموع وأشعر بالسعادة، كما لو أن هذه الجموع تهتف في صنعاء وليست في الجزائر، إنها تذكرني ببكارة الحلم فأستعيد مشاهد الخروج الأول وأقول في نفسي ما زالت الشعوب قادرة على صناعة المعجزة.”. الحذر متابعون آخرون حذروا من سيناريو مصر، وقال أحدهم:” كلامك زى كلام المصريين لما قالوا فى اوج ثورتهم على مبارك الجيش و الشعب ايد واحد و بمجرد ان هدأت الثورة الجيش قتل الشعب فى الشوارع و سلم البلد للصهاينة و البنك الدولى”. ستندمون متابعون آخرون حذروا من دخول البلاد نفقا مظلما، مؤكدين أن الجزائريين سيندمون على بوتفليقة أشد الندم. السيناريو القادم؟ وعن السيناريو القادم في الجزائر توجهنا بسؤال للسفير إبراهيم يسري الذي عمل من قبل سفيرا لمصر في الجزائر، فقال إن الجيش الجزائري بيده مقاليد الحكم سواء الآن أو سابقا. وأضاف السفير يسري أن الجيش في الجزائر متعقل جدا ولا يحكم مباشرة وإنما من وراء ستار، ويعطي هامش حرية للمدنيين مع وجود خطوط حمراء لا يمكن لأحد كائنا من كان تعديها. وقال السفير يسري إن السيناريو الأرجح أن يتم ترشيح أحد المدنيين وفوزه مع بقاء الأمور في يد الجنرالات، مع بقاء السؤال الدائم: هل يقبل الشعب الجزائري بوجود الجنرالات إلى الأبد؟