من فرط عجلتي, كنت ومنذ صغر سني ارفض الدخول في علاقات مع فتيان بمثل سني أو اكبر مني بعام أو عامين,لم يكن لدي وقت لاستقبال حب طفل مازال يحضر والدته لتمضي التزام ما قبل الدخول المدرسي,كان أول ما يتقدم مني احدهم ويبدأ في استظهار الاسطوانة الرائجة حينها, يشرد عقلي وابدأ احسب كم سنة تلزمه لينهي دراسته,وكم سيلزمه بعد التخرج من سنة ليجد عمل,وبعدما يعمل متى يستطيع توفير سكن؟ بل السؤال المهم: متى تفطمه والدته؟,عندما اصل إلى هذه النقطة,أتملص متهربة "إلا العمار".. والآن,حتى لو كان المتقدم موظفا من الموظفين ,وفيه صنفين منهم :موظفين حديثي العهد بالعمل,وآخرين عفنوا من شدة القدم,الصنف الأول ما إن يبدأ في أطروحة الحب والغرام, حتى تظهر علي متلازمة السهو والحساب,أتساءل كم يلزمه ليفقد شيئا من شعره الأمامي؟,ومتى سيخط الشيب فوديه؟ وتخرج كرشه قليلا؟ متى سيدمن قراءة الجريدة صباحا؟ متى سينضج؟ و سيبدأ في ارتداء ملابس متناسقة,بعيدا عن بنطلون "التوب",القميص المقلم,وورود ربطة العنق الضخمة؟.. سيلزمه وقت طويل ليصبح الشخص الذي أريد,وسيكون علي أن اصبر على الأقل عشر سنوات عجاف,ريثما يكتسب وزنا ويصبح فارس أحلامي العريض المنكبين,الذي اختبئ وراءه وأحس بأنوثتي أمامه,سيكون علي مرافقته في رحلة الحياة,ليتعلم الحلم والصبر والهدوء , حتى إذا كبر وتعلم واكتمل نضجه, وصار عنده حضور وهيبة,أكون أنا قد شارفت على الانهيار,ويا لله حسن الختام.. وأما إن كان من قدماء المحاربين,ولمست منه إعجاب, مجرد إعجاب,كان أول ما يخطر على بالي هو كم تبقى له ليتقاعد ثم يجلس لي في البيت؟ أكيد سيجلس على قلبي وعوض حماة سيكون لي اثنتين,سأختنق من تواجده الدائم "هوا..هوا",وسيقوم هو باللازم لأصاب بالسكري وارتفاع الضغط,سأكون مستعجلة لأعيش حياتي الزوجية الوردية,لكنه سيكون بطيء الخطوات,يدقق في التفاصيل الصغيرة ويحاسب عليها,وأنا ليس لدي وقت لأدخل في صراعات وخلافات ونقاشات,سيسعى لتربيتي على يديه,وبما أني لست على استعداد لإعادة تدويري,وبما أني اكره الصوت العالي والأوامر,أكيد سأجمع ملابسي ويا لله على بيت أهلي,ولم علي تمشيط راس الأقرع من أساسه؟ الطيب أحسن.. مستعجلة جدا,حتى أن من يبوح لي بحبه,ويسعى جاهدا لتحسيسي بمعاناته التي يدعيها,كنت أضعه وضعية الصامت واسند خدي على كفي,هو أنا لا يزال علي سماع قصائد الغزل؟ واسهر و إياه على أغاني عبد الحليم وأم كلثوم؟ واضطر لاستقبال رسائل الصباح والمساء؟ ويسبل لي عيونه وابتسم له ببلاهة؟ خير البر عاجله.. وإذا حدث وجاء البر وعاجله,ووجدت نفسي قاب قوسين أو أدنى من إمضاء عقد النكاح,يسقط قلبي بين قدمي هلعا "يا الهي",ما زلت صغيرة على تحمل مسؤولية بيت طويل عريض,وكل غرفة بأثاث,وكل شيء يحتاج لعناية وتنظيم وترتيب,وكلها كم شهر واجد نفسي أمام الوحم والقيء الصباحي والقرف المسائي,وهنا فقط اكبح فراملي,لاني في قرارة نفسي بصراحة,كفتاة أولا وأخيرا..اعشق منطقة الأمان.