على منوال قوله صلى الله عليه و سلم ما مضمونه العيد عيدين عيد الفطر و عيد الأضحى، إذ جاء عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ . " ارتأيت أن أقول على أن العيد في هذا الزمن هو عيدين أيضا بحيث أن هناك عيد الشغل و هو بمثابة يوم واحد في السنة و يكون في فاتح ماي و يخرج العمال للشارع للتعبير عن رأيهم بحرية و كل ما ظل يخالج صدورهم لمدة سنة كاملة و يعبرون عن ذلك دون رقابة أو أي ضغوط خارجية في بعض البلدان طبعا و ليس كل الوطن العربي يسمح بحرية التعبير. أما بخصوص عيد المعطلين فهو على طول السنة بحيث أنهم يخرجون يوميا للتعبير عن امتعاضهم لسياسة التهميش و الإقصاء التي يعاني منها جل شباب المنطقة إذ لم نقل كلهم، فبدل أن تصرف ملايير الدولارات على سهرات لا أساس لها و مهرجانات لا فائدة ترجى منها ، كان الأجدر أن تستثمر في مشاريع مدرة للدخل لفائدة المعطلين عن العمل الحاصلين على الشواهد العليا و الاستفادة من الرأسمال الغير مادي و الذي يطلق عليه الغرب الرأسمال المعرفي. فتهميش الدول العربية لقيمة المعطلين لديها هو الذي دفعهم لفكرة هجرة الأدمغة إلى الغرب الذي يقدر قيمة العلم و المتعلم بدل الدول العربية التي تواجههم بالعصي و السجن و في بعض الأوقات القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد. فالعيد اسم لكل ما يُعتاد ويعود وتكرر ، والأعياد شعارات توجد لدى كل الأمم سواء أكانت كتابية أم وثنية أم غير ذلك ، وذلك لأن إقامة الأعياد ترتبط بغريزة وجبلّة طبع الناس عليها فكل الناس يحبون أن تكون لهم مناسبات يحتفلون فيها ويتجمّعون ويُظهرون الفرح والسرور . فأعداد المعطلين أصبحت تتزايد في الآونة الأخيرة في الصحراء بشكل مهول لا يمكن تخيله، على الرغم من أن أرضهم غنية بالثروات الكفيلة بتشغيلهم من دون إثارة الفتنة و الاعتقالات التي لا داعية لها بتاتا. فكل مدن الصحراء بدون استثناء (الداخلة "معطلي اللغات"، بوجدور" معطلي الميناء"، العيون "معطلي الحافلة"، السمارة "معطلي القبة") تعاني من هذا المرض العضال الذي استعصى على صناع القرار القضاء عليه على الرغم من أن لديهم الترياق للقضاء عليه بين ليلة و ضحاها، فيفضلون جلب العمال من مدن أخرى على تشغيل أبناء المنطقة. أضف إلى ذلك كثرة المهرجانات الغير الهادفة و التي ليست لديها نتيجة ايجابية على السكان كل هذا و ذاك ساهم في تفاقم أزمة المعطلين في الصحراء. و يقول في هذا الصدد محمد الغزالي: " في أحضان البطالة تولد آلاف الرذائل ، وتختمر جراثيم التلاشي والفناء.وإذا كان العمل رسالة الأحياء فإن العاطلين موتى". فعلى غرار المقولة المشهورة لكارل ماركس:" يا عمال العالم اتحدوا "، أقول أيضا "يا معطلي الصحراء اتحدوا ضد القمع و العدوان و ضد كل من يكره حرية الإنسان". و أقول أيضا على أن " سواعد العمال خلقت لحمل الأثقال و سواعد المعطلين خلق للنضال ".