تحت شعار " تثمين الأدب الحساني ترسيخ للأصالة وصون للهوية" نظمت الجمعية الجهوية لشعراء الحسانية بوادنون ملتقى الشعر الحساني بوادنون في نسخته التأسيسية يومي 17 و18 / مارس /2017 بفضاء حديقة التواغيل الجميل حيث تم افتتاح برنامج اليوم الأول بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ فراجي كَريمبح ، ليتم الإنتقال إلى باحة الكلمات التي تقدمتها كلمة رئيس الجمعية الشاعر الطاهر خنيبيلا متبوعة بكلمة ممثل المجلس الجماعي لكليميم ،فكلمة ممثل المديرية الجهوية للثقافة بجهة كليميم وادنون ، لينتقل منشط التظاهرة السيد عبد الرحمن الرغاي بالجمهور إلى جلسة فنية أدبية تضمنت إلقاءات شعرية حسانية على " آزّاي"مع فواصل من الأغنية الحسانية من آداء فرقة المرجان الرائعة . وهكذا شارك كل من الشعراء : الشاعر حمداني حمدناه الملقب "سيدي" من مدينة العيون ، متبوعا بمشاركة الشاعر محمد الغيث كَين من كليميم ، لينبري للمشاركة الشاعر الشاب امنيصير عيني من مدينة الطرفاية ، ممتشقا (بت بوعمران ) وفي نفس البت جاءت مشاركة الشاعر الطاهر خنيبيلا ،لتصدح قريحة الشاعر محمد بوسحاب جغاغَ مغردة بمشاركة شعرية على إيقاع مقام(فاغو) مستغلا حدث عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي لتسبح مخيلته الشعرية . وفي نفس المقام تجود قريحة شاعر مدينة العبور الطنطان أحمد بوحمرة، بينما يختار الشاعرالفنان لخليفة بوراس مقام التحرار مهدا وفضاء لحكايته المترنمةالمضمخة بالروح الوطنية ، حيث استمدت معانيها ومادتها من الشعرية من حدث عودة الملك محمد السادس من جولته الإفريقية ، وعن الطنطان الشاب سلامة العسري الذي اختار مقام (لكحال) كمقام مناسب للحكي الشعري الحساني في (بت اسغير) . لتختتم المشاركات على إيقاع مقام لبياظ (بت لبير) ك " بت " تطل من بين ثناياه كلمات المشاركة الشعرية للشاعر محمد محمود باهنين من "عوينت إغمان " إقليم آسا الزاك ، وبهذه المشاركة ينتهي برنامج اليوم الأول ليضرب موعد مع برنامج اليوم الثاني من ملتقى الشعر الحساني بوادنون في نسخته التأسيسية الذي تضمن تنظيم معرض تراثي للأدوات التقليدية الناذرةبمشاركة جمعية الصحراء للمحافظة على التراث والتضامن والتنمية الإجتماعيةبكليميم ، طيلة مساء اليوم ،حيث لقي المعرض إقبالا وإعجابا كبيرين من طرف الزوار المتعطشين لمعرفة كثير من المكونات التراثية التي زحف عليها النسيان في عصر العولمة ،حيث استفادوا من شروحات وافية مواكبة ، ليبدأ السمر الليلي بخيمة الشعر الرائعة التي اختير لها الليل زمنا مناسبا للإلهام الشعري مسترجعة بشعرائها وبحضورها الجماهيري الوازن طقسا من طقوس الإنسان الصحراوي الأصيل دون أن تنسى تأثيث فضائها " بطبلة أتاي" لينتشي الشعراء بشرب الشاي المتقن من يد الشاعر النشيط حمداني حمدناه لتنتعش قرائحهم فتجود بأجود ما لديها من القول الشعري المثقل بالدلالات والمعاني . وتنوعت باقة الشعراء المشاركين الذين قدموا من مناطق مختلفة من مدن الجنوب ، كليميم ، العيون ، الطرفاية ، الطنطان ،آسا الراك ، بالإضافة إلى كليميم . وختم الملتقى بتوزيع الشواهد التقديرية على الشعراء المشاركين وأعضاء المجموعة الموسيقية ( المرجان) ، كما سلمت بالمناسبة بطاقة العضوية الشرفية بالجمعية لكل من الدكتور بوزيد الغلى الذي لم تسمح له ظروفه بالحضور ، والفنان لخليفة بوراس اعترافا لهما بما قدماه من دعم وتضحيات للجمعية منذ تأسيسها. كما تم تخصيص شواهد تقديرية لكل من ممثل المجلس الجماعي بكليميم السيد علي حميص وممثل المديرية الجهوية للثقافة بجهة كليميم وادنون السيد عبد الغني الشاتين وكذا السيدة البرلمانية " منينةلموذن" وبعض الفاعلين الجمعويين. وفي الختام أسدل ستارالدورة التأسيسية من ملتقى الشعر الحساني بوادنون بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله . وتبقى هذه النسخة نشاطا تأسيسيا من أجل اكتساب التجربة والإستفادة من الهفوات يبشر بنسخة أولى قادمة ناجحة تتلوها نسخ سنوية متوالية بإذن الله تعالى ، سيتم أن شاء الله من خلالها توثيق الموروث الشعري الحساني توثيقا إعلاميا حتى لا يبقى معرضا للإندثار والضياع.