بقلم : نجاة حمص "عطيني درهم باش نمشي نقرا ليك",هذه الجملة التي تميز الأطفال الذين لا أمل يرتجى منهم,"تريكة" أول ما يرفض لها طلب, تطلق العنان لحبالها الصوتية,و تفتح صنابير السوائل الحيوية التي تختلط مع "إدام" المرق البايت,الذي جعلت منه الأم المسكينة سندوتشا تحفيزيا لطفلها الذي من عادته آن يستيقظ " خاسرا",لا رغبة له بالدراسة والتحصيل,إلا بعد مفاوضات يدخل فيهما الطفل بثقله كحلف الشمال الأطلسي,يضع الشروط والبنود,و ها العار أن يقبل الصغير البريء بالذهاب إلى مدرسته,ظنا منه أن ما يقوم به يعني الآخرين قبل أن يعنيه.. كما يوجد الكثير من تلك النماذج التي تصنف ظلما وعدوانا في خانة الأطفال,فيه أطفال من نوع أخر,أطفال من الحجم الكبير,أطفال بلحى,ينتقلون من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين في رمشة عين,بلا علم أو معرفة, تقليد فقط,يختزلون مفهوم التدين في : إعفاء اللحية,"اللهم يسر",وفصل الإخوة عن الأخوات.. هذه المخلوقات التي تقضي ليلها في النبش والهبش,و البحث عن مواطن الفساد,ونهارها في الشكوى من كثرة المغريات : متبرجات على ملاهي ليلية وحانات,هي التي تطالب بفرض الحجاب على كل النساء ولو بالقوة, "باش نلتزموا ليكم",يعاملون المرأة كما في الديانة اليهودية, نجاسة وحفيدة من أخرجت "أبونا" ادم من الجنة وتسببت بهبوطه إلى الأرض,فهي إذا كانت من غير حجاب,يطالبون بتحجبها,إذا تحجبت فهذا حجاب متبرج عليها أن تلبس النقاب,إذا تنقبت عيناها فتنة,عليها الإسدال,وإذا أسدلت فجلبابها الطويل الفضفاض يفصل عظامها وهذا يجعل سعادة الرجل المبجل يتخيل شكل جسدها,إذن عليها أن تقر في بيتها ولا تخرج,مما يعني وبالمختصر المفيد: إحياء شعيرة الوأد الحلال, من اجل مساعدة الإخوة على غض بصرهم.. بالأمس وضع عبد الله بن حذافة السهمي في سجن قيصر الروم,ووضعت معه أجمل فتاة "رومية ",يعني عيون خضراء وشعر اصفر,"فما تحرك ولا تأثر رغم كونه شابا في عز شبابه ,مما جعل الغانية تشتكي:" ما ادري أأنثى أنا أم ذكر..ا وضعتموني مع ذكر أم حجر", أما اليوم فأخونا لو وضع مع "طرزانة" من أعماق الموزمبيق, لتذرع بالفتنة ليأتي المنكر,حتى إذا سمع قصص الصحابة التابعين وشدة ورعهم,اعترض على مقارنته وهو المسكين الضعيف بأولئك الجبال الشمخ,لكنه لا يلبث إلا قليلا حتى يتقدم إلى إحداهن وفي يده خاتما من حديد,بدعوى التشبه بالصحابة و "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه",وكأن دينه وخلقه مزممان عند كاتب عدل على جبينه.. المشكل ليس فقط في "وحمه" الصعب,وهبله الذي يسوقه على المجتمع,بل هو انه وبعد أن تتخلى المرأة على المكياج والعطر وحتى اللبس,وتنضم إلى طائفته الوحيدة الناجية,يقبض عليه وهو في حضنها بالجرم المشهود,والإشكال الأكبر هو استنفار الإخوة الأفاضل للدفاع عنهما,على أساس ما هما إلا بشر,عندهما قلب ونظر,وإذن لم المطالبة بفصل المرأة عن أنوثتها ما دامت ابتسامة من غوريلا كفيلة بجعلك تسهر على أغاني الشاب حسني؟ ..