أكدت وزارة التربية الوطنية سعيها إلى تذليل الصعوبات المتعلقة بتدبير الخصاص في أطر التدريس، الراجع بالأساس إلى إحالة حوالي 16172 من نساء ورجال التعليم على التقاعد منهم 6700 طلبوا إحالتهم على التقاعد النسبي لاستكمالهم 30 سنة من الخدمة، في حين تم توفير فقط 9342 من الأساتذة والأساتذة المتدربين. ومن أجل ضمان حق التمدرس لكافة التلميذات والتلاميذ، فقد كشفت الوزارة الوصية عن اتخاذها عدة إجراءات استثنائية؛ من بينها "إعادة انتشار المدرسين عبر إجراء عملية "تدبير الفائض والخصاص"، و"ترشيد الخرائط التربوية، وتكليف أساتذة التعليم الثانوي بتدريس المواد المتجانسة واللجوء عند الاقتضاء إلى الساعات الإضافية من طرف الأساتذة النظاميين". وأفادت الوزارة بأن ما يربو عن 6 ملايين و951 ألفا و351 تلميذا وتلميذة التحقوا بفصولهم الدراسية يوم الاثنين 19 شتنبر 2016؛ وهو موعد انطلاقة الدراسة الفعلية بمختلف المؤسسات التعليمية بالأسلاك الثلاثة. وبلغ عدد التلاميذ الجدد بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي 702 ألف و334 تلميذا وتلميذة بنسبة زيادة 3.4% مقارنة مع السنة الماضية، منهم 320 ألفا و460 بالوسط القروي و140 ألفا و728 بالتعليم الخصوصي، وفق بلاغ وزاري تتوفر عليه جريدة هسبريس الإلكترونية. وأبرزت الوزارة الوصية أن العرض المدرسي لهذه السنة عرف إحداث 88 مؤسسة تعليمية، منها 41 مدرسة ابتدائية، من بينها 3 مدارس جماعاتية و35 ثانوية إعدادية و12 ثانوية تأهيلية. وبخصوص الدعم الاجتماعي، أفادت البيانات المتوفرة بأن المبادرة الملكية "مليون محفظة" عرفت استفادة 4 ملايين و182 ألفا و504 مستفيدين ومستفيدات، تشكل الإناث منهم نسبة 47%، بكلفة مالية إجمالية قدرها 390 مليون درهم. كما ارتفع عدد المستفيدين من برنامج الدعم المالي المباشر "تيسير" برسم هذه السنة، ليصل إلى 860 ألفا و100 مستفيد ومستفيدة و526 ألفا و400 أسرة، بكلفة إجمالية بلغت 777 مليون درهم، متوقعة أن يستفيد مليون و416 ألفا و888 تلميذا وتلميذة من الإطعام المدرسي و165 ألفا و125 من السكن بالداخليات، تشكل الإناث منهم 46 في المائة. وفي مجال الموارد البشرية، سجلت المعطيات تعزيز هيئة التدريس ب9583 أستاذا جديدا من خريجي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، ليصل العدد الإجمالي للمدرسات والمدرسين إلى 210 آلاف و367؛ منهم 113 ألفا و77 أستاذا (ة) للتعليم الابتدائي و50 ألفا و566 أستاذا (ة) للتعليم الثانوي الإعدادي و46 ألفا و724 أستاذا (ة) للتعليم الثانوي التأهيلي. وفي قطاع التكوين المهني، كشف البلاغ الوزاري عن احتضان 1964 مؤسسة من مؤسسات التكوين المهني ما يفوق 492 ألف متدربا ومتدربة بنسبة زيادة بلغت 18% مقارنة مع 2016-2015؛ منهم 324 ألف متدربا ومتدربة بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، بنسبة تعادل 66%. كما بلغ عدد المتدربين الجدد بالتكوين الأساس المتوج بشهادة أو دبلوم حوالي 345 ألف متدربا ومتدربة، فيما بلغ عدد المكونين 20.335 مكونا ومكونة تمثل النساء منهم 32 في المائة. وبخصوص التكوين المهني التأهيلي، يرتقب أن يصل عدد المستفيدين من هذا النمط من التكوين بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ما يناهز 146 ألف مسجلا تطورا بنسبة 40 في المائة. وتعهدت وزارة التربية الوطنية، أثناء الدخول المدرسي الجديد، بمواصلة أجرأة المشاريع الإستراتيجية للوزارة في إطار تفعيل الرؤية الإستراتيجية للإصلاح 2015-2030، ولا سيما توسيع تجريب التدبير المتعلق "بمسار اكتشاف المهن" بالمستوى الخامس ابتدائي وتجريبه بالمستوى السادس ابتدائي، وكذا إحداث 6 مسارات مهنية جديدة بالسلك الإعدادي ومواصلة إرساء البكالوريا المهنية وتوسيع مسالكها لتصل إلى 22 مسارا مهنيا، تشمل قطاعات مهنية متعددة على المستوى الوطني استجابة لطلبات الشركاء المعنيين. كما تضاعف الإقبال على هذه المسالك المهنية للبكالوريا هذه السنة مقارنة مع السنة الدراسية الماضية، حيث من المرتقب أن يصل عدد التلاميذ المسجلين 28 ألف تلميذ وتلميذة. أما بخصوص برنامج تحسين المنهاج الدراسي للسنوات الأربع الأولى من السلك الابتدائي، فسيتم توسيع تجربة هذا البرنامج على مؤسسات جديدة، وكذا تقوية تدريس اللغة العربية بالسلك الإعدادي من خلال تعميم "برنامج تنمية مهارات القراءة باللغة العربية"، و"تقوية اللغة الفرنسية بالأسلاك التعليمية الثلاثة" من خلال اعتماد مقاربة وعدة بيداغوجية جديدة في تدريسها وتعلمها. كما سيعرف هذا الدخول المدرسي توسيع إحداث مؤسسات التفتح بمعدل مؤسستين جديدتين بكل أكاديمية، إلى جانب الاشتغال على مجال الارتقاء باللغات الوظيفية (الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، الألمانية، الإيطالية، العلوم، التكنولوجيات، الثقافة المقاولاتية، المهن وسوق الشغل) بهذه المؤسسات، فضلا عن إحداث 23 مركزا رياضيا جديدا ب23 مديرية إقليمية، مع مواصلة تفعيل أدوار المراكز الجهوية والإقليمية لمناهضة العنف بالوسط المدرسي ودعم بنيات الرصد والتتبع الجهوية والإقليمية بجميع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. إلى ذلك، تميز الدخول المدرسي لهذه السنة باعتماد 147 طبعة منقحة للكتب المدرسية التي خضعت لمراجعة شاملة وأدخلت عليها تعديلات بعد عملية رصد المضامين والمحتويات في الكتب المدرسية المقررة غير المتلائمة، بشكل صريح أو ضمني، مع المنظومة القيمية المرجعية، والمحددة في قيم العقيدة الإسلامية السمحة، وقيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية، وقيم المواطنة، وقيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية، وكذا باعتماد منهاج دراسي جديد لمادة التربية الإسلامية في الأسلاك التعليمية الثلاثة.