نشر موقع "نون توداي " خبر مفاده ان جهة واد نون من خلال وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية تسعى إلى مؤخرا إلى فتح طلبات عروض لتوزيع "الزرابي" على مجموعة من المساجد تشمل عمالات واقاليم الجهة ، والغريب في الأمر ، ان الحظ الاوفر لهذه "الزرابي" منحت لإقليم سيدي افني بمقارنة مع اقليم اسا الزاك و طان طان وكلميم ... وهو ما يجعلنا نطرح اسئلة وعلاقتها بحكاية الزربية مع هذا الاقليم.. أولا: كلما سمع ساكنة الاقليم الزربية في افواه المسؤولين التابعين لجهة كلميم الا ويتذكرون ما سماه الافناوين " جهة الزربية ودار الضيافة"، وهو المشروع الذي اقترحه المسؤولين على الجهة لتنمية اقليمسيدي افني رغم ضخامة ميزانيتها ... وكلما تذكر ابناء الاقليم هذا الكلام الا ويصيبون ب الغيتان ، و يزرع فيهم الشك والتشكك بل يقينا ان "الحكرة" سياسة ممنهجة من طرف دواليب القرار .. ثانيا: بمجرد ملاحظة بسيطة لجرد اسماء المساجد التي يشملها توزيع " الزرابي" يتضح على أنها زوايا او مساجد تابعة لقواد المخزن سلفا ، بينما يلاحظ تهميش "تمزكيدا" او جوامع الدواوير ، في كل بقاع الاقليم ، لأن من طبيعة ساكنتها اخضاعها للعرف او مايسمى ب" شرض نطالب" ، وبالمناسبة وزارة الاوقاف التي تحتكر المجال الديني لا تعير اي اهتمام لهذا الدور الدي يقوم به الامازيغ بل ان شان القول فان الامازيغ ينفقون على المسجد" تمزكيدا" وفق العرف حوالي 300 مليون سنتيم كل سنة طبعا الدوائر الخمس التابعة لافني عندما كانت محسوبة على اقليمتزنيت ، اما حاليا يفوق المليار لتنضاف اليها امجاض وايت رخا ولاخصاص.. . ثالثا : هناك مناطق رغم تواجدها عبر الطريق الرئيسية بين افني وكلميم لا تشملها وزيعة "الزرابي" ، ومنها قبيلة مستي .. .. رابعا : نتساءل لماذا هذه الصفقة وفي هذا الوقت بالتحديد ؟ اليس ذلك له ارتباط بحسابات سياسية خاصة وان تمة مناسبات مثيلة كلما اقترب شهر رمضان ، وزعت فيها مكيفات هوائية " كليماتزورات" على مساجد كلميم ، تم نتساءل مالسر في التقليل من توزيع الزرابي على مساجد الحسانين هل لأن هؤلاء غرضهم الاستفادة المادية من المشاريع المدرة للدخل ، ولا تهمهم الزرابي "المبثوثة" بل لانهم يتممون ولا يتوضؤون...... مجمل القول ، ان عملية توزيع الزرابي في جهة كلميم تستدعي المسألة أولا عن طبيعة هذه الزرابي ومصدرها، علما ان اقليمسيدي افني وعبر تاريخه العريق ساكنته تفضل الزربية التقليدية ، ولهم طقوس وعوائد من " أفكو" الى " تزربيت" ، كلها تعكس صورة الاسلام الامازيغي المتعايش ، في حين ان الجهة اليوم بهذا الاجراء تحاول خلق الشرخ في التدين بمحاولة تشجيع اسلام العروبة على اسلام الامازيغ ، فهده المساجد حتما ستكون ملاذا للإسلاميين ، ومقرات لمنخرطي الحزب الحاكم وجمعياته..، كانت منطقة سيدي افني تعيش السكينة والاستقرار حتى جاءها الفكر الدخيل ، واصبح يشوش على عقلية الساكنة من الاشعرية ومذاهب الشرق الى مفاهيم لم يسبق ان سمعها ابناء المنطقة ... ويبقى اولياء اقليم افني وأضرحتهم ومنهم القدس الصغير افني بدون زربية المخزن .