اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الأربعاء، بالمبادرة الفرنسية لحل القضية الفلسطينية ، والأزمة السياسية في العراق، والوضع في سوريا خاصة ما تتعرض له حلب من قصف وتدمير، والأزمة اليمنية ومواضيع ذات طابع محلي. ففي مصر كتبت صحيفة (الجمهورية) في مقال بعنوان (القلم سلاحنا) عن الأزمة القائمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية وقالت إن الصحفيين المصريين استمدوا ،حتى قبل إنشاء النقابة، مكانتهم الرفيعة في المجتمع وقوة تأثيرهم في الداخل وأيضا في الخارج مما قدموه من تضحيات غالية معنوية ومادية . كان القلم –يقول كاتب المقال - هو السلاح الحاسم الذي رفعه الصحفيون سابقا في معارك مصر ضد الاحتلال والاستعمار، وضد الطبقية والفساد منتقدا دعوة النقابة للتظاهر وقال "ان اللجوء الى التظاهر والاعتصام بديلا عن القلم ليس سلاحا مقبولا ممن اعتادهم الشعب من النخبة أصحاب الفكر حاملي رسالات التثقيف والتوعية(..) " وفي نفس السياق كتبت صحيفة (الشروق) أن يوم أمس شهد العديد من التحركات من جانب بعض أجهزة الدولة لحل الأزمة الناتجة عن "اقتحام وزارة الداخلية لنقابة الصحفيين" وتمحورت حول بحث أكثر من سيناريو لحل الأزمة يعيد الاعتبار لنقابة الصحفيين ويحفظ في الوقت نفسه ماء وجه وزارة الداخلية. أما أسبوعية (الأهالي) اليسارية فقالت، في مقال لها ، إن الحكومة تبحث عن 10 ملايير دولار لسد الفجوة التمويلية في الموازنة الجديدة ، وقالت إن هناك معوقات ما زالت قائمة أمام تنفيذ الاتفاق الخاص مع البنك الدولي لحصول القاهرة على 3 ملايير دولار كان من المفترض أن تتسلم مصر الشريحة الأولى وهي مليار دولار مع مطلع العام إلا أن البنك ما زال يشترط إقرار قانون القيمة المضافة بصفة أساسية بدلا من قانون ضريبة المبيعات. وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن حلب تعيش اليوم مأساة وكارثة إنسانية كبيرة، ومن الظلم أن يستغل كل ذلك للترويج لأفكار وتوجهات معينة، مؤكدة أن ما تشهده حلب منذ أسبوعين يدخل في باب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وعدوان مطلوب من العالم أن يتكاثف لوقفه، فليس الإرهابيون هناك هم من يتلقى الضربات ولكن المدنيون الذين لا حول لهم ولا قوة ولعلهم اتخذوا دروعا بشرية كما يحدث في كل الحروب القذرة. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان اجتماع الجامعة العربية الطارئ المقرر أن ينعقد اليوم في القاهرة على مستوى المندوبين بناء على طلب من دولة قطر لبحث التطورات في حلب، سيسفر عن قرار يسهم في وقف العدوان على المدنيين الأبرياء؟ أم أنه سيكتفي بإصدار بيان شجب أو إدانة أو استنكار؟. وعن الوضع العراقي، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن القوى السياسية العراقية، وتحديدا تلك التي تملك التأثير على سير العملية السياسية في البلاد، أي الأحزاب الدينية بشقيها المذهبيين، هي المسؤول الأول عما آلت إليه الأوضاع في العراق من انحدار سياسي واجتماعي واقتصادي بعد أن قبلت بالمشروع الأمريكي الخطير الذي يقوم على توزيع السلطة السياسية في العراق على أسس مذهبية وعرقية. وأوضحت الصحيفة أن تطور الأحداث في العراق في الوقت الراهن يكشف عن "زيف النظام السياسي" الذي عملت واشنطن على إقامته بعد غزوها لهذا البلد، وينم عن أن الشارع العراقي ومن جميع الطوائف والأعراف بدأ يفقد الأمل في إمكانية وقدرة هذه التوليفة السياسية على بناء العراق وانتشاله من براثن وإفرازات "جريمة الغزو والمحاصصة الطائفية"، مشيرة إلى أن الشعور بفقدان هذا الأمل في تصاعد مستمر بالشارع العراقي، وبالتالي فإن البلد مرشح لمرحلة جديدة من الصراعات السياسية بين مختلف الفرقاء. وبالأردن، تناولت صحيفة (الدستور) موضوع المبادرة الفرنسية لحل القضية الفلسطينية، مشيرة في مقال إلى أن المبادرة لا تعدو أن تكون حلقة جديدة في مسلسل إلهاء الشعب الفلسطيني بالمبادرات، والتي لم تتوقف منذ عقود من دون أن تغير شيئا في الواقع، اللهم سوى تعزيز الاستيطان والتهويد. واعتبرت الصحيفة أن المبادرة "لا تمثل سوى أقل" من السقف الذي عرض على الراحل ياسر عرفات في مفاوضات كامب ديفيد في صيف العام 2000، "وهي أسوأ بكثير أيضا مما عرف بالمبادرة العربية". ومع كل هذا البؤس، تضيف الصحيفة، لا يتردد نتنياهو في رفض المبادرة، الأمر الذي يعتبره البعض مبررا للترحيب بها، "لكن واقع الحال أنه يرفضها لأنه يرى أن مشروعه الذي أصبح موضع إجماع في الأروقة الصهيونية يمضي بنجاح، ممثلا في الحل الانتقالي بعيد المدى كما سماه شارون، أو الدولة المؤقتة، حسب بيريز... ". في مقال إلى أن المفاوضات التي تجري بين أطراف الأزمة في الكويت، وصلت سريعا إلى مأزقها، بعد أن لم يعد بمقدور أي منها التراجع عن السقوف العالية التي جاء بها إلى العاصمة الكويتية برعاية أممية. وأضافت الصحيفة أن الأمور تبدو وكأنها سائرة نحو الفشل الذريع، لأن الشكوك تعمقت بين "المتشاورين معربة عن اعتقادها بأن المفاوضات "غير المشروطة" وبشكل مباشر بين الأطراف اليمنية وحدها، "هي السبيل لوقف الكارثة اليمنية، وبغير ذلك فإن وتيرة الخراب والقتل وسفك الدماء تتواصل". و في قطر ، اعتبرت صحيفة ( الشرق) أن تحركات الدبلوماسية المكثفة لوقف الأعمال القتالية في مدينة حلب السورية "من المتوقع أن تثمر اتفاقا للتهدئة الا أنها لن تكون ذات جدوى إذا لم يصحبها قرار دولي، يضطلع المجتمع الدولي بموجبه بمسؤولياته لحماية الشعب السوري، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق التي تعيش كارثة إنسانية". و أوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن الإعلان المتوقع خلال ساعات عن وقف الأعمال القتالية في حلب، "يتطلب جهدا دوليا سياسيا وإنسانيا لإغاثة المدنيين(..)" مشددة على ضرورة اتخاذ قرار إنساني عاجل في الاجتماع المتوقع لمجلس الأمن الدولي الذي طلبت فرنسا وبريطانيا عقده لبحث الوضع في حلب، مع استحداث آلية أفضل لمراقبة وقف إطلاق النار . على صعيد آخر ، نددت صحيفة ( الوطن) بالإجراءات الاسرائيلية الهادفة الى الاستيلاء على المنطقة (ج) التي تضم 60 في المائة من أراضي الضفة الغربية، مؤكدة في افتتاحيتها أن هذه الخطوة الاستيطانية "تمثل خطوة متقدمة لضم الضفة الغربية إلى الكيان الإسرائيلي وتهيئة المناخات اللازمة لفرض حقائق جديدة وصولا إلى الهدف الحقيقي وهو ضم كل الأرض الفلسطينية". و شددت الصحيفة على أن الشعب الفلسطيني مدعو على الفور لتطوير "مشروع مقاومة مدروسة وواسعة لإحراق الأرض تحت أقدام المحتلين، مهما بلغت التضحيات". وبلبنان، ما زالت الصحف تولي اهتماما كبيرا للانتخابات البلدية التي ستنطلق الأحد المقبل، إذ علقت ( الجمهورية ) بالقول إنه وفي غمرة الشغور الرئاسي وتراجع زخم الحركة السياسية في البلاد، تأكد جليا أن لا صوت يعلو على أصوات " طبول معركة الانتخابات البلدية التي بدأت تقرع إيذانا بانطلاق أولى جولاتها في بيروت ...". وفي الملف الرئاسي، أبرزت الصحيفة مواصلة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ( أكبر منصب كنسي في المشرق ) اتصالاته مع السفراء والمرجعيات الدولية لإيجاد حل لأزمة الفراغ الرئاسي، ومعالجة الأزمات اللبنانية المعقدة . وفي السياق ذاته أبرزت تلقي الراعي رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التي أكد فيها " أن الفراغ الرئاسي طال أمده والشلل المؤسساتي في لبنان يشكل مصدر اهتمام كبير للأمم المتحدة " ، أما صحيفة ( النهار ) فتطرقت الى لقاء جمع رئيس حزب ( القوات اللبنانية ) سمير جعجع ورئيس ( تيار المستقبل ) سعد الحريري، مؤخرا، معلقة أن الجانبين يحاولان، بكل الوسائل و " الحيل " استجرار بعض الحرارة الى علاقة سادها " الصقيع السياسي " منذ قرار الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، ورد جعجع بدعم ترشيح ميشال عون . وبالإمارات، تطرقت الصحف المحلية إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للقراءة أمس ف كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن الإمارات " تحرض شعبها على القراءة"، مؤكدة أن "ذلك بعض سر عبقريتها. الإمارات تحرض أهلها على العلم والثقافة والحضارة، فيما ينشغل الآخرون بانشغالات لا تندرج في الأهم، وأبعد من ذلك، ربما انشغل بعض الآخرين بإدارة الأزمات، أو حتى الفتن ". أما صحيفة (البيان)، فأبرزت في افتتاحيتها، أنه لا يختلف اثنان على أن المعرفة والعلم والثقافة هي أهم معايير رقي الأمم وتحضرها، وهي المرآة التي تعكس حضارة المجتمعات والشعوب للآخرين، كما أنها تشكل " ضمانات قوية وثابتة ضد الجهل والتخلف الفكري والثقافي الذي يولد أبشع الظواهر الإرهابية التي نراها الآن في منطقتنا". وأكدت الافتتاحية أن " نهج دولة الإمارات العربية المتحدة الواضح في تبني المعرفة والعلم ونمو الثقافة هو الذي جنب مجتمع الإمارات الكثير من الويلات التي تعاني منها المجتمعات الأخرى". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن ما تواجهه المشاورات اليمنية في دولة الكويت من عقبات كأداء وتعقيدات مصطنعة تقف عائقا أمام تلبية طموح اليمنيين في" استعادة وطنهم من براثن الانقلاب الغاشم ونار الفتنة المقيتة التي ساهمت قوى الشر في المنطقة متمثلة بإيران ومليشياتها الإجرامية بإشعالها، لم يكن وليد صدفة(..) فالنية في تعطيل أي حل سياسي هي غاية الانقلابيين".