[email protected] لعل أهم الأشياء التي تبقى جميلة في ذاكرة الإنسان،الأشياء التي نقوم خلالها بفعل الغير تجاه بني جلدتنا،انها الأعمال التي تبقى راسخة في الماضي،وغالبا ما نتذكرها ونحن خلوة مع دواتنا وتجعلنا نندم في بعض الأحيان على الاعوجاج الذي طرأ على مسار أفكارنا وأعمالنا،وفي هذت الصدد اتذكر الأيام الجميلة التي قضيتها في جماعة اقايغان التابعة لإقليم طاطا.والبداية الأولى لمساري المهني،أتذكر جيدا وجوه التلاميذ البريئة القادمة من جماعات بعيدة من اجل الدراسة في إعدادية المسيرة،أتذكر كذالك بساطة سكانهاو طيبو بتهم المنقطعة النظير.اعرف كذالك عاداتها وتقاليدها العريقة وكرم أهلها،هذه الأشياء وغيرها من الأحداث الجميلة التي عشتها ستبقى راسخة في ذهني،وفي المقابل أتذكر كذالك التهميش الذي تعانيه منطقة طاطا بصفة خاصة والمنطقة الشرقية بصفة عموما،حيث غياب المرافق الأساسية للحياة وبعض الدواوير تعيش في عزلة تامة عن العالم الخارجي،انه المغرب الغير النافع تماما كما يردده بعض السياسيين دون أن يعيشوه ولو للحظة واحدة.وفي ظل هذه الظروف الصعبة والمقلقة .نسمع بين الفينة والأخرى عن مخططات كثيرة في عدة قطاعات حكومية. مخطط استعجالي مخطط ازرق مخطط اخضر....، وعن برامج ووعود تبقى حبر على ورق صانعيها دون أن يكون لها تأثير مباشر على سكان المناطق النائية والهامشية إنها الحكرة في أبشع مظاهرها، وعدوان ظاهر على حياة الناس ومستقبلهم الغامض والمسدود. لا يستطع المرء إن يكتم غيظه عن هذه الفوارق في الوطن الواحد فخلال الفترة الفاصلة بين الألفية الثالثة وحصول المغرب على الاستقلال، مازلنا نسمع عن مدارس بدون إنارة وعن عزلة مناطق سكنية عن العالم، ناهيك عن الفقر المدقع وانتشار الأمية بشكل يهدد مستقبل هذه البلاد.فقبل أيام انعقد المجلس الإداري لأكاديمية جهة كلميمالسمارة وسط احتجاجات كثيرة على سوء تسيرها وعلى الشطط في استعمال السلطة من قبل نواب الجهة وعن خروقات بالجملة في تسير نيا بات الجهة، ورغم ذالك مر الاجتماع في جو هزلي (شطحات ممثل فيدرالية جمعيات أباء وأولياء التلاميذ) والمصادقة على ميزانية ضخمة وصلت الى 40 مليار سنتيم تنفيذا لما جاء به المخطط ألمخزني الاستعجالي دون أن يكون له اثر على المردودية التعليمية.وهذا أمر بديهي فكيف يعقل لمخطط سمى نفسه بالاستعجالي أن يحل معضلة التعليم واغلب ملفاته تعود إلى فشل السياسات الحكومية والى الفوارق بين أجور الموظفين والى الحيف الذي لحق عدة فئات بعينها دون غيرها. ناهيك هن غياب المحاسبة والمسائلة عن الملايير التي صرفت دون أن يكون لها أثر يذكر. كثيرة هي الأهداف التي فشل المخطط ألاستعجالي في بلوغها كليا أو جزئيا خلال مرحلته الأولى فهل بات المخطط الاستعجالي الذي وضع لإنقاذ في حاجة إلى ما يلقي له بطوق نجاة لينقده هو الأخر؟ إن أحلام الأطفال في القرى والمداشر البعيدة عن المركز وأحلامنا جميعا من اجل مدرسة مغربية تقدم خدمات علمية مجانية أكيد أنها تسير نحو الخسارة ،والنتيجة جيل جديد غاضب محتج بشكل دائم والسبب أننا راهنا أحلامنا بحكومات فاشلة حكومات اقل ما يقال عنها أنها إقطاعية لم تعدونا إلا على الأزمات والنكبات الواحدة تلو الأخرى. لقد حاولت الحكومات الفاشلة منذ 1956 أن تشعر المغاربة أن المغرب ليس وطنهم وتجسد ذالك في شعار احد أحزابها العتيدة "المغرب لنا لا لغيرنا" وان واجب المغاربة هو أداء الضرائب وتطبيق قوانين أسيادها دون مناقشة ولا مساءلة وكل من يسبح ضد تيارهم يعتبرونه عميلا أو مرتدا أو ما شابه ذالك من الاسطوانات التي سئمنا سماعها كل صباح،فمتى ننتهي من هذه المرحلة المظلمة من تاريخنا؟ ومتى سيتسع المغرب لأحلام أبنائه جميعا؟ ومتى سيحل زمن الكفاءة والاستحقاق في إسناد المناصب والمسؤوليات؟ ومتى سنحاسب المفسدين والجلادين في بلادنا؟ أكيد أن لهذه الأسئلة أجوبة في يوم من الأيام ،وكل الأمل في أجيال المستقبل. *عضو المكتب الوطني للهئية الوطنية للتعليم