في المقال السابق تطرقنا إلى بعض معيقات التنمية. أما هذا المقال فسنتطرق فيه إلى بعض المقترحات التي تعالج مشكل التنمية على الصعيد المحلي. تفاديا لتحويل التنمية إلى عاهة مستدامة فإن تظافر مجهودات الدولة و القطاع الخاص و فعاليات المجتمع المدني من الركائز الأساسية لتحقيق أهداف الألفية في شقها المرتبط بمحاربة الفقر و الولوج إلى الخدمات الأساسية. فمن خلال تجارب فاعلين جمعويين متمرسين في الميدان و كدا اقتراحات الساكنة في الاجتماعات الموسعة التي كانت ولا تزال تعقدها الجمعيات مع المنخرطين في هذا الصدد. يمكن اعتبار المقترحات أدناه ورقة تأطيرية لمجال التدخل محليا للرفع من مستوى التنمية و كذا تأثير المشاريع المنجزة على الساكنة المستهدفة : - التركيز على الحاجيات الأساسية للساكنة المستهدفة. - القطيعة مع تمويل بعض الأنشطة التي لا تؤثر على وضعية الساكنة. - تشجيع الجمعيات التي تقترح وتنجز المشاريع الهادفة، بالمتابعة الدائمة لمشاريعها مع ضرورة التدخل و تحديد طبيعته المثلى كلما دعت الضرورة إلى ذلك. - الإدماج الفعلي لمكونات المجتمع المدني من جمعيات و تعاونيات و فيدراليات جمعوية وغيرها في اقتراح ووضع و تنفيد ومراقبة المشاريع المنجزة من طرف الجماعات الترابية. - بالنسبة لمراقبة المشاريع يجب أن توكل إلى المجتمع المدني في شقها المرتبط بالإنجاز الفعلي. في حين أن المراقبة المالية و احترام دفتر التحملات فيجب أن توكل إلى أقرب مؤسسة رقابية لضمان تدخلها الفوري و السريع لإرجاع الأمور إلى مسارها الصحيح في حالة وجود مشكل ما. - شرح مختلف مراحل إنجاز المشروع المعني لفعاليات المجتمع المدني. مع تكليف احدى الجمعيات برفع تقارير دورية إلى المؤسسات الرقابية. مرفقة بما يثبت المحتوى و توقيعات الفئة المستهدفة. - تعزيز نشر ثقافة المشاريع من خلال قيام الجمعيات بتنشيط لقاءات و اجتماعات موسعة يتم من خلالها تقريب مفهوم التنمية للمواطن. و ذلك بنشر و مناقشة مشاريع منجزة من طرف جمعيات تنموية أخرى، في اطار تقاسم التجارب. - عمل الجمعيات على تثمين المنتوجات المحلية و التعريف بها محليا و وطنيا. - ضرورة نشر خدمة الصالح العام و العمل التطوعي بين الشباب و الأطفال. - اعتبار العمل التطوعي و التضامني رافعة للتنمية المحلية. - انفتاح الجمعيات على المدرسة باعتبارها قاطرة للتنمية. - تعزيز الجمعيات لشركاتها مع المنظمات الغير-حكومية الدولية التي تمول المشاريع ذات البعد الاجتماعي و التنموي.
المقال السابق : بين التنمية و العاهة المستدامة (1) : معيقات التنمية