بعد أن حرمت فاجعة طانطان الآباء والأمهات من تغريد طيورها' وحرمتهم من لحظة مشاركة صغارهم فرحة النصر' وبهجة السفر'فأبدلت فرحتهم إلى ترحة'وبسمتهم إلى غصة' لايمح أثرها إلا لمسة ربانية عندما تلامس شغاف القلوب المكلومة ساعة رجوعها إلى حول وقوة الله عز وجل. تلك إرادته تعالى ومشيئته. لكن ما يحز في ضمير المرء الحي عندما يتاجر بدماء بريئة'ودموع زكية' من طرف صعاليك السياسة 'ونشالي الحقيقة'ولعل كل متتبع لمسار الحقيقة المضيَّعة'ليفهم حين يضع نفسه مكان من أغرقوا وأحرقوا كم هو رخيص وزهيد في سوق السياسة'وميزان المحاسبة 'الذي يتغنى به صباح مساء' والذي لم ينصب إلا لمن خارت قواه في التدافع الطبقي'والهرم السياسي' لقد طويت صفحات الألم والحزن'بعبارات الأسف والحزن والتضامن'ووضعت على رفوف التجاذبات السياسية'جرحا يثغب سوطا من سياط الاستغلال البشع'كلما كشفت عورات المصلحة الضيقة.يسعى كل طرف للظهور في الواجهة 'وتلميع الصورة'ومع ذكر الصورة لابد من الوقوف مع الإعلام الذي هو الوسيلة الذي يعكس تلك الصورة الايجابية أوالسلبية التي هي غالبا ما تطغى عليه'ربما من تتبع الأحداث هذه الأيام سيشاهد شريطا إخباريا بتثه قناة[العربية] لفاجعة طانطان كجزء من أحداث الحرب الدائرة في اليمن' لاأدري هل هذا العمل مقصود أم لا؟ إن كان مقصودا فقد نسفت كل قيم الأخلاق والمبادئ'وهدت ركن المصداقية عند متتبعيها'بهذه الدرجة من الاستغباء'من ناحية أخرى وجدت أن في هذا الفعل رسالة لا يفهمها إلامن فجع بفقد حبيب'أو فراق قريب'إستعارت القناة هول الفاجعة وحجم الكارثة'لتوهم مشاهديها مدى وحشية وغطرسة الطرف الثاني في الحرب اليمنية.فلم تجد في الساحة مشهدا مروعا ومفجعا كحادثة طانطان. حنانيك يارباه,من أن جعلت قلوب تلك الأمهات والأباء تموت مرتين'مرة بفقد فلذات الأكباد'ومرة بفقد الإحساس من بعض غلاظ الأكباد.أكيد أن الحرب خدعة والآكد أن الإعلام خدعة..