بقلم : إبراهيم شكور* إلى رحمة الله تلك الاجساد البريئة.إلى كنف الله تلك القلوب الطفولية.ما أقسى تلك اليد التي تردم تلك الحفرة على تلك العصافير الصغيرة،لولا علمها بأنها ترسلها إلى حديقة لا ككل الحدائق إلى رياض لم تشاهدها عين ولا سمعتها أذن قط ما استطاعت أن تغيب تلك الطيور في قبرها، طبت أيها القبر وأنت تحس بقلوب الزائرين وهي تصطفيك بين القبور،طبت أيها القبر وأنت مهد وحضن فلذات أكباد أمهات ومهجة فؤاد أباء.وقد كنت قبل ذالك حلما مخيفا يتعوذ منه المستيقظين.وحياة تبعث الأمل في أرواح النائمين على وسادة الاحلام؟. هاجرت الطيور مهدها وحضن آبائها،سافرت إلى منتهى الخليقة ومصير الكون،تاركة وراءها أما مكلومة وأبا مفجوعا،مخلفة وراءها غصة لكل ذي قلب تلامس شغافه الرقة والرحمة.أما القلوب المتحجرة فكرب الفاجعة وفداحة المصاب شبح يجثم على قلوبهم حتى تستيقظ الفطرة ويؤنب الضمير،حينها تصطلي القلوب بسوط الهم والحزن فلا ينفغ الا بسط يد التوبة والانابة.تمت مدة الحداد كما أراد الله.وقد اكتوت القلوب وذبلت العيون في العيون.على فاجعة طانطان.فالرحمة والغفران لتلك الاجساد الطاهرة.والثواب وعظم الاجر لتلك القلوب المكلومة