تستعد مدينة الداخلة هذه الايام لاحتضان الاجتماع السنوي لمنتدى كرانس مونتانا السويسري للتعاون جنوب جنوب ؛ هذا الملتقى الذي يطرح على كافة الفعاليات والقوى الحية تحديات جسام وذلك لتحقيق رسالة السلام السامية ليضمن مزيدا من الاستقرار والامان الذي لابد وان يتحقق في ظل الجهود والتضحيات المبذولة من اجل ذلك . ان من اسباب نجاح المنتدى حسب وجهة نظري المتواضعة ان تكون هناك مشاركة فاعلة ووازنة للاطر والكفاءات الشابة من ابناء المدينة ؛ الذين انهكتهم البطالة وشردتهم اذ لابد ان يكون لهم دور محوري في هذا المنتدى وذلك عملا بمفهوم الديمقراطية وتجربة التمثيل الشبابي في كل المناحي والمجالات بما يكفل وضع حد لظاهرة التفرد والهيمنة الفئوية لبعض الجهات ويضمن التوجه نحو تفعيل صلة الاطر الشابة من ابناء المدينة بالقضايا السياسية الاقتصادية والاجتماعية ؛ خصوصا في هذه الظرفية المقبلة حتما على سناريوهات محتملة تستوجب مشاركتهم ليأخدوا دورا واضحا يرتبط اساسا بقضايا عدة قد توصلهم الى لعب دور ديمقراطي تشاركي فعال يتماشى ومبادئ العدالة والحرية ؛ فاليوم اصبحنا ملزمين اكثر من اي وقت مضى الى العمل بمنظومة متكاملة من القيم الفكرية والتنظيمية والسياسية التي تكرس لمفهوم الديمقراطية التشاركية للشباب الاطر المثقفين ؛ اخذين بعين الاعتبار وبوعي تجاوز الرؤى المبسطة والوعي العفوي ؛ والطريق الى ذلك لايكون الا من خلال اشراكهم في القضايا المحلية الوطنية والدولية ؛ ولعل هذا ما نامل ان يتحقق في هذا المنتدى المزمع انعقاده بالداخلة ؛ باستثمار هذه الفئة واستشارتها لترسيخ ثقافة المواطنة الحقة وجعلها مدخل رئيس للمساهمة في صنع القرار والية لدمج تطلعاتهم في المشروع التنموي للمدينة ؛ فهؤلاء الاطر والكفاءات الشابة هنا تفتقد الى ساحة للحوار المنتج الواعي الذي يضمن تلاقح الافكار بلا اقصاء ولاتهميش بعيدا عن اي تصنيف عرقي او فئوي . وعلى سبيل الختام سوف يكون الامر غاية في الاهمية بالنسبة للاطر الشابة من ابناء المدينة اذا تم استدعائهم للمشاركة في هذا المنتدى وذلك لوضع حد لاشخاص وهيئات كانو وراء عدم تمكين هذه الفئة من ابراز قدراتهم ومهاراتهم السياسية والثقافية والاجتماعية .