لا شك أن الكثيرين منا تساءل وأمعن في التساؤل :أين مكمن المشكل بحاضرة وادنون؟هل المشكل في المنتخبين المفصولين عن واقعنا،أم في غياب إرادة سياسية حقيقية لربط المسؤولية بالمحاسبة؟ لماذا تكتفي الساكنة بمجرد التفرج على تجاوزات و خروقات بعض القائمين على الشأن المحلي؟أين شباب كليميم الجبار؟ لاشك أننا،طرحنا مثل تلك الأسئلة المبتذلة والساذجة أعلاه مرات ومرات لتبرير ذلك الصمت الرهيب،ولا زلنا نطرحها بنفس السذاجة.لكن القليل منا حاول أن يجد أجوبة مقنعة لتلك الأسئلة تستطيع أن تزيل الأوهام من رؤوس السائلين والمتسائلين،وتجلي الأمور. في البداية،لن ينكر أحد تلك التضحيات الجسام التي قدمها ويقدمها شباب وادنون لفضح المفسدين وتعريتهم،والتي زعزع بها أركان الفساد وأرعب دواخله,وباتت تلك التضحيات بمختلف أصنافها(إعلاميا،وفي الميدان..) بمثابة قناديل يسيرون بها في ظلمات الفساد والنهب التي مارسها ويمارسها كل من لا يريدون لحاضرة وادنون التقدم والتنمية.. ولكن رغم وقوف الشرفاء من أبناء هذا الوطن احتراما وإجلالا لهذا الشباب الحر الأبيّ الذي إتخذ من العلمية والعقلانية سلم وطريق يسير فيه نحو هدفه وغايته, لم يدرك بعد من يسمون أنفسهم منتخبين(موالاة ومعارضة)ممن منحوا أنفسهم (صك) تمثيل الساكنة والحديث باسمها.أننا لا نكترث البتة بمكايداتهم ومناكفاتهم وأحقادهم السياسية التي لم تخدم وادنون قط, بل كانت عنصر وسبب رئيسي في إزالة القناع عن وجوههم القبيحة وكشف مؤامراتهم الجهنمية لتحصيل مآربهم الشخصية, وباتت تلك المشاكل والمكايدات والمناكفات هي الشغل الشاغل للمواطن الكليميمي البسيط الذي ضاقت به ذاته ودواخله وهو ينتظر أن يتفق تجار السياسة ويجتمعون على كلمة سواء حتى يشعوروا بهموم ومعاناة أولئك الذين (بحت) أصواتهم واكتوت أجسادهم وهم يهتفون في الشوارع والمنابر كلما أشرقت شمس الضحى ليتحرر كليميم وأهله من الفساد الذي توغل حتى أصبح سيد الموقف.. لم يدرك هؤلاء بعد أن أهل وادنون الذين قدموا قوافل من الشهداء في الحرب مع الاستعمار وقبلوا أن يكونوا في فوهة المدفع أنهم ملوا وسئموا من ذلك التناحر والاقتتال السياسي بين أحزاب كارتونية،والذي لم يفضي لشيء ولن يفضي لشيء طالما وهؤلاء لا يفكرون البتة بالمنطقة وأهلها أو يقدمون مصلحتها على مصالحهم ومكايداتهم ومشاكلهم وثاراتهم الشخصية.. فمنذ سنين والقادة (الهلاميون) للأحزاب لم يتجاوزوا مشاكلهم ومناكفاتهم ومصالحهم الحزبية الضيقة،وكلما وإدت مشكلة ظهرت على السطح أخرى, وكلما لاحت في الأفق بوادر انفراج وإجماع وتوحد ازدادت الفجوة واتسعت الهوة وشق الخلاف والتباين الصف الوادنوني وحال دون أن يصل أهل كليميم لغايتهم وهدفهم.. ختاماً،حقيقة أشفق على حاضرة وادنون ليس من أعداءها فأمر أعداءها طبيعي جدا لان ما من محاولة للتغيير إلا ويدفع شعبها ضريبة, ولكن أشفق عليه من تلك (المجسمات) التي تستفيئ ظلال المنازل السامقة وتملئ كروشها من أطايب الأكل نهارا،وشباب كليميم يكابد ويصارع في الميدان ومواقع التواصل ويدفع الثمن حتى ترتقي منطقتنا. فهل سيدرك هؤلاء أين تكمن مشكلة وادنون الحقيقية, ومن هو سببها؟ طبعا هم يدركون ويعلمون هذا ولكن ربما يتصنعون عدم المعرفة, ولا داعي لأن يحملون المفسدين قضية الفساد بكليميم فمصيبتها تكمن في أولئك الذين لا يزالون رهن مشاكلهم وخلافاتهم..
آخر الكلام:صدقوني الأحزاب بكليميم مجرد مسميات شكلية،ومواقع للوجاهة الاجتماعية والسياسية ومراكز لتوزيع الغنائم،ولا تأثير لها على المجتمع ولا تعبر عنه ولا تقدر على استكناه نبضه،إذ أنها تنتمي إلى لحظة اجتماعية غابرة تجاوزتها اللحظة الراهنة،مما يعني أننا مطالبون بالتعجيل بإفراز كيان سياسي قادر على احتواء عوامل الحركة في المجتمع الوادنوني.