كأنهم وجدوا ضالتهم فيما شهدته كليميم مؤخرا من فاجعة والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء كليميم ودمرت فيها عشرات البيوت على رؤوس اصحابها، فبدلاً من أن تسارع الأحزاب السياسية بالمدينة إلى التعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية لوضع حلول سريعة وناجعة للمشكلات التي ما زالت تعاني منها حاضرة وادنون نتيجة تراكمات اكثر من عشر سنوات من الفساد الإداري والمالي والنهب المنظم سارعت بعض الأحزاب الى استغلال معانات الناس والركوب على المساعدات التي تقدم للمنكوبين في إطار من الدعاية السياسية المفضوحة استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وبدا وكأن دماء الساكنة التي نزفت جراء هذه الفاجعة ومعانات من تهدمت بيوتهم سلعة رخيصة تتاجر بها الأحزاب لتحقيق مكاسب سياسية دنيئة.وكان من بين الأحزاب التي تورطت حزب الاتحاد الاشتراكي بقيادة زعيمه "عبد الوهاب بلفقيه" وبعض أزلامه من المنتفعين نذكر منهم "انزوم لحبيب" والمحامي "لمديميغ المعروف بمسيلمة الكذاب" والذين حاولوا غسيل سمعتهم بتقديم بعض المساعدات الهزيلة لساكنة بعض الأحياء كحي الرحمة وتيرت،كما تم اقتياد بعض اللجان الطبية لطمأنة الساكنة الى عدم انتشار أمراض وبائية بسبب المستنقعات والبركة التي نجمت عن هشاشة البنيات التحتية وانفجار بلاعات الصرف الصحي،دون اتخاذ إجراءات فعلية للحيلولة دون انتشار هذه الأمراض الوبائية والحساسية. كما تورط حزب التقدم والاشتراكية بقيادة "الصافي" في حملات انتخابية استباقية وذلك تحت غطاء جمعوي من خلال جمعية منتدى المدينة والتي حاولت الركوب على كل المساعدات القادمة من خارج الجهة وقامت بإنزال لقادتها من اجل التقاط صور وهم يقدمون المساعدات للساكنة،واحتلت فضاء الخيرية لصالحها واستغلت لهذا الغرض الرخيص بعض الشباب المتحمس لتقديم الإعانات للمنكوبين. وكان الأخطر في الأمر أن النزعة الإنسانية توارت إلى حد كبير في قلوب قطاعات وشرائح سياسية معينة، فعلى الرغم من حالة المعارضة التي كانت تبديها قيادات حزب الاستقلال لطريقة تسيير الشأن المحلي بحاضرة وادنون واتهام رئيس بلدية الاخيرة بالفساد اكثر من مرة،إلا أنها تورطت في فضيحة هي الاخرى في ما بات يعرف بملف الدعاية السياسية تحت غطاء الإعانة الإنسانية ،فقد طلبت قيادة حزب الاستقلال بكليميم وساطة فاعل جمعوي معروف من اجل الاتصال بهيئات حقوقية وشبابية معروفة من اجل تسليمهم معونات قدمها احد المحسنين لهم قصد توزيعها على المتضررين،وهو ما تأتى لهم فعليا حيث قام مجموعة من الحقوقيون والنشطاء الإعلاميون بعملية مسح للإحياء المتضررة وجرد قوائم الناس المحتاجين(عاينت صحراء بريس العملية في عدد من الأحياء)،إلا أن المفاجأة الكبيرة كانت يوم الاحد على الساعة 11:00 وهو الوقت المحدد لتوزيع المعونات حيث تفاجأ الشباب بإنزال كبير لقيادات حزب الاستقلال بقيادة "حيدارى براهيم" ،والذي صرح لهم بأن فاعل الخير ماهو إلا السيد "حمدي ولد الرشيد" وانهم سيقومون بتصوير هذه العملية وأخد معلومات المستفدين (خصوصا أرقام الهواتف) لانها تندرج ضمن انشطة الحزب،الامر الذي رفضته الهيئات الحقوقية والشبابية واعتبرته دعاية مقنعة ومحاولة رخيصة لاستمالة الناس واستغلال حاجاتهم.وبعد حوار دام حوالي نصف ساعة بين الطرفين اعلنت الهيئات الحقوقية والشبابية انسحابها النهائي من هذه العملية،ما ترتب عنه فشل العملية جملة وتفصيلا. وفي اتصال ل"صحراء بريس" بأحد القيادات الشبابية قال "إنني أشعر بألم شديد في صدري حزنا على مدينتنا التي أنهك جسدها الفساد السرطاني طوال عشر سنوات فماذا نفعل لها ؟إن المتاجرة بدم المواطن الكليميمي لم تتوقف منذ بدأ الفاجعة وحتى الآن فما بين إعلاء المصلحة الحزبية الضيقة ومروراً بالتطاحن على منصب رئيس البلدية وانتهاءً ببكاء التماسيح على ضحايا فاجعة كليميم تبقى الأحزاب في كليميم وقد اختارت أن تلعب هذا الدور غير معنية بتقديم حلول أو طرح مبادرات لوقف نزيف المؤسسات ومعانات المواطنين،ويبقى الأمل الوحيد في الشباب غير المحزب وحده. هذا وجدير بالذكر أن أغلب المساعدات جاءت من خارج الجهة ولم يساهم رجال الأعمال بالمدينة بأي شكل من أشكال المساهمة المعتبرة،كما أبانت هذه الكارثة عن وجود شرائح شبابية على قدر المسؤولية وتقوم بالتضحيات الجسام في سبيل خدمة وادنون وأهلها ويمكن اعتبارهم لبنة في مشروع بناء كليميم جديدة يسود فيها العدل والمساواة بين المواطنين.