كما للوطن أعداء في الخارج، له أعداء في الداخل يشكلون الأخطر الأكبر-أصحاب الريع و أغنياء الحروب تنبغي محاربتهم باعتبارهم اغتنوا على حساب دماء وعرق أبنائه المخلصين و ذويهم . فإذا كان الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى التاسعة و الثلاثين لذكرى المسيرة الخضراء قد تضمن إشارات قوية، أن هناك مواطنين مخلصين أدوا ضريبة الانتماء للوطن بتضحيتهم بأرواحهم و حرياتهم . –شهداء و مفقودي و اسرى حرب الصحراء- . فإننا كأحد أبناء شهداء هذه الحرب نشير هنا أن، هذه الضريبة أدتها أسرهم و أبناءهم بشكل مزدوج : من جهة ضريبة فقدان الأب ،الزوج، الابن و من جهة أخرى ضريبة تنمية الأقاليم الجنوبية، حيث حرموا خلال هذه السنوات من أبسط حقوق المواطنة ،و تعرضوا لشتى أنواع الإقصاء و التهميش و صلت حد التضييق عليهم و استفزازهم الذي لم ينقطع بسبب إلحاحهم على المطالبة بحقوقهم المهضومة. فالخطاب أشار أيضا إلى ما كابدته الأرامل في مواجهة المجهول في غياب المعيل الرئيسي للبيت، صاحبه غياب كلي للمؤسسات الرسمية المحدثة أصلا لهذا الغرض أصيبت بسببه بأمراض مزمنة تتطلب مصاريف لا يكفي "المعاش "لتسديد ثمنها خصوصا أما م عطالة الأبناء... فالخطاب الأخير تضمن إشارات لكل من لا زال يختلق الذرائع للتهرب سواء كان مدنيا أو عسكريا أن يتحمل مسؤوليته كمواطن حقيقي مخلص لوطنه و العمل من موقعه بما يمليه عليه واجبه اتجاه هذه الشريحة لتسوية هذا الملف- ملف أسر شهداء و مفقودي و أسرى حرب الصحراء- الذي عمر لأزيد من 35سنه قصد طيه نهائيا. الخطاب كما حمل في طياته رسائل قوية لأعداء الوحدة الترابية مستغلين ورقتهم الخضراء –المغرب في صحرائه ،و الصحراء في مغربها- تضمن أيضا رسائل لكل من ألف الاصطياد في المياه العكرة و التفكير فقط في مصلحته الشخصية و الإثراء على حساب حقوق غيره.