يشير تأمل أوضاع عالمنا المعاصر الى ادراك كثافة مصادر التوثر والمعاناة والألام في اطاره،الشيئ الذي يدفع الانسان/المراهق/التلميذ الى الهروب الفيزيقي من الأطر الاجتماعية أو مؤسسات التنشئة الاجتماعية الى الشارع ليعانق عالم خيالي عبر ركوب أجنحة المخدرات أو طرق أبواب التطرف والارهاب الذي دق مسامير خيامه في أرض الجار متوعدا هذا الوطن الذي لازال يلفظ أبنائه بهجمات لا تبقي ولا تدر. في ظل هذه الظروف المتسارعة أعلنت الثانوية التأهيلية لالة مريم بكليميم عن تخرج فوج جديد من "شباب الظل" الفئة الفائضة عن الحاجة والتي لا تدخل في حسابات السلطة ومخططاتها الا في مجال الحذر منها وقمعها.ويأتي تخرج هذا الفوج بعد اقدام ادارة هذه المؤسسة على طرد مجموعة كبيرة من التلاميذ أو عقابهم بتغيير المؤسسة وبالتالي ابعاد الادارة من المواطن في ظل عدم قبول أي مؤسسة تعليمية ملفات هولاء التلاميذ بدون حجة مقنعة اللهم حجة الشغب التي يفندها حصول هؤلاء التلاميذ على نقط جيدة في المواظبة والسلوك وعدم خضوعهم لمجلس تأديبي في اطار هذه التهمة التي تؤكد القرائن انها غير مبررة لاسيما اذا علمنا أن طبيعة نمو شخصية هذا التلميذ/المراهق في جميع أبعادها سواء الجسمية أو العقلية أو الانفعالية أو الجنسية تفسر بعض التصرفات وتفرض التعامل معها بشكل علمي راقي وخلاق لا التعامل معها بشكل عقابي لأن المدرسة مؤسسة تربوية لا مؤسسة عقابية(سجن) هذا من جهة،ومن جهة أخرى فالمؤسسة الثانوية التأهيلية للامريم تتحمل مسؤولية ما آل اليه وضع هؤلاء التلاميذ لأن قنوات التواصل بينها وبين مؤسسة الأسرة مقفلة، فرغم ماتدعيه المؤسسة من شغب هؤلاء الا أنها لم تكلف نفسها يوما عناء ارسال أي استدعاء لأولياء أمور التلاميذ بالرغم من تمكنها من أظرفة متنبرة ومعنونة لهم وهو الشيئ الذي أثار سخطهم وتهديدهم باللجوء الى القضاء لرفع الحيف والضرر الذي أنتجنه هاته المؤسسة التي تبدو لا تعي أنها تتعامل مع فلدات الأكباد، ولا تعي كذلك كيفية المساهمة في تشكيل الاتجاهات الأساسية لنمط شخصية التلميذ ونوع علاقته مع الأخرين ونمط تكوين اتجاهاته وميوله. ومما يحز في النفس ويدفع للكفر بشيء اسمه الوطن هو تعامل السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بكليميم مع هذا الملف بسياسة اللا مبالاة وعدم تحمل المسؤولية ورمي الكرة في ملعب ادارة المؤسسة بقوله لأحد التلاميذ والذي رفع له شكوى في الموضوع "سير دبر مع الادارة" هذا في وقت انخرط فيه هذا المسؤول في نادي "هاني شوفوني" بتوزيعه "الكيكس" على أحد الأقسام باحدى المدارس الابتدائية والتقاط صور فوتوغرافية للحدث المعبر عن السياسة الشعبوية المتأصلة في بعض المسؤولين اللامسؤولين في هذا الوطن.اما ادارة المؤسسة فاكتفت باغلاق أبوابها في وجه التلاميذ وعدم الاستماع لاستغاتاثهم ونداءاتهم وكأن السيد المدير له أذن من طين وأذن من عجين . وجدير بالذكر أن جريمة طرد التلاميذ هاته تتم في وقت تستقبل فيه مؤسساتنا التعليمية ملفات تلاميذ جدد قدمت عائلاتهم لمدينة كليميم افواجا افواجا لحسابات انتخابوية أو غيرها تجسيدا للمقطع الغنائي "خبز الدار ياكلو البراني" . من هنا نتساءل الى متى سيستمر مسلسل هدر شبابنا ورصيدنا الاستراتيجي المستقبلي في هذا الوطن؟الى متى ستبقى هذه الزهور تدبل في زوايا الأزقة وتحت أعمدة الانارة؟هل يمكن أن نشهد يوما يرتقي فيه النظام التعليمي بالمغرب ام اننا سنحمل دفيننا على أعناقنا ونؤبنه ونولي أنظارنا وجهة أخرى فلا فائدة في مؤسسات مريضة؟