يقول الله سبحانه وتعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". صدق الله العظيم –سورة الحجرات الآية 13. إلى غربان القبلية الجرباء،والى الرعاع والغوغاء الذين استميلوا.إلى أولئك الذين لم يفهموا معاني الآية الكريمة اكتب إليكم هذا المقال لعلكم تقرؤونه فتعودوا إلى رشدكم،رغم أنكم لن تقرؤوه،فأنتم لا تقرؤون أبدا. قبل سنوات قليلة، فقدت الوزيرة البريطانية "آن وينترتون" منصبها كمتحدثة باسم رئيس حزب المحافظين لشؤون الزراعة بسبب نكتة سخيفة. فقد روت الوزيرة نكتة أثناء تناولها الغداء مع مجموعة من الأصدقاء والصحافيين في أحد الأندية الرياضية، تسيء للجالية الباكستانية في بريطانيا. لكن النكتة كانت وبالاً على الوزيرة وافقدتها منصبها فبعد ساعات فقط من وصول النكتة إلى وسائل الإعلام كان رئيس حزب المحافظين"إيان دنكين سميث" وقتها على الهاتف ليخبر الوزيرة بأنها مطرودة من حكومة الظل التي يرأسها. وقد برر سميث قراره السريع والحاسم بأنه يُمنع منعا باتاً التلاعب بالنسيج العرقي والاجتماعي في بريطانيا. أو بعبارة أخرى فإن الوحدة الوطنية في البلاد خط أحمر لا يجوز لأحد تجاوزه مهما علا شأنه، وأن أي مس به سيعرّض صاحبه لأقسى العقوبات. ما أحوجنا اليوم بكليميم لأخذ العبر من هذه الواقعة التي أفقدت وزيرة منصبها،وما أحوجنا للتذكير بالوطنية وأنه لا فرق بين الصحراوي والامازيغي وغيرهما من مكونات النسيج الاجتماعي بحاضرة وادنون،وان كليميم تتسع للجميع وقادرة على احتضان الكل وليس البعض، ما أحوجنا هذه الأيام لمثل هذه الأمور بعد أن سعى بعض المتخلفين عقلياً واجتماعياً لنشر القبلية والعرقية البغيضة بين الساكنة والتلاعب بالنسيج العرقي والاجتماعي ،وأخذنا نسمع من بعضهم تخريفات ما انزل الله به من سلطان كأحقية قبيلة بقيادة المنطقة عن أخرى،وعن تهميش عرق مقابل الرفع من شأن آخر، هذا واقع نعيشه ويجب ألا نتغافل عنه ونسعى لإيجاد الحلول له عن طريق الشرفاء من ساكنة هذه المنطقة العزيزة علينا وان يوعوا الساكنة بخطورة مثل هذا الطرح على السلم الاجتماعي والتعايش، صحيح أن في مجتمعنا كائنات انتخابية لا تجيد السباحة إلا في مثل هذه المستنقعات العكرة،و يطرحون مثل هذه الأمور باستمرار للحشد الانتخابي ويتأثر بهم بعض ضعاف النفوس ،إلا أن التصدي لمثل هذا الكلام المستنكر يجب أن يكون من خلال أبناء المنطقة أنفسهم ومؤسسات الدولة(وليس من طرف كائنات انتخابية اخرى). عيب أن يغض أبناء المنطقة ومن قبلهم الجهات الحكومية النظر عن مثل هذه المسائل الخطيرة فالذين يتربون على التفرقة والتمسك بالقبلية والنعرات العصبية لن ينفعوا المجتمع في شيء بل سيكونون في المستقبل أداة هدم لهذا الوطن وليس بناء ومن الحكمة أن نسارع لمعالجة هذه الأمور قبل فوات الأوان. وأيضا فان المسئولين الحكوميين بالمنطقة ومكونات المجتمع المدني الحقيقي مطالبين باتخاذ الإجراءات القانونية حيال كل من يطرح مثل هذه السموم في المجتمع فالعديد من الدول ضاعت وتشرذم الشعب بسبب العصبية(قبلية ،طائفية...) التي انتشرت وأصبحت كالنار تأكل كل القيم والعادات وأصبح الإخوة في الوطن أعداء يقاتل بعضهم بعضا ما إن تفشت المسائل العنصرية فيهم. ختاماً،نقول لمن يسمون أنفسهم أعيان ومنتخبين اتقوا الله في كليميم، فأهل وادنون عاشوا إخوة متحابين منذ مئات السنين لا فرق بينهم فلا يأتي اليوم فلان أو علان ليعلم الناس شؤون دينهم ويزرع الفرقة بين الساكنة لغايات يعرفها القاصي والداني، فما يطرحه هؤلاء هو من قبيل الفتنة التي يجب أن نتجنبها لكي لا نقع في المحظور ويسود الكره في المجتمع بدلا من المحبة والإخاء. آخر الكلام:غربان القبلية الجرباء موجودة في كلا المعسكرين(أبو نهب وخصومه)،وليعلموا أن كليميم تملك في خصوصيتها التاريخية ما يسمح لها بتجاوز ما قد يخططون له من مؤامرات وفتن.