كانت مدينة كلميم وقرية أسرير ، يوم الأربعاء 24 نونبر 2010، قبلة العديد ممن جاؤوا جميعا لتوديع رجل من الرجال، الذين لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وعمروا حياتهم بطاعة الله عز وجل وعمارة بيت الله والذي اجتمعت فيه كل أخلاق الإيمان من تواضع وكرم وشهامة ورحمة ورفق وصبر وأناة، واكتسب محبة أهل الله وتخلق بشمائل النبوة ، إنه الفقيه الرباني محمد فاضل بن سيدي محمد الدرعي . فقد التقى أقاربه ومعارفه وأصدقاؤه وجيرانه، في مشهد رهيب، يتبادلون التعازي. قلوب حزينة وعيون تدمع في صمت، ومن تكلم منهم لا يقول إلا ما يرضي الله عز وجل. وبعد أن ساروا في موكب مهيب، حاملين الجثمان الطاهر، من بيته الى مسجد " المسيرة " الذي عمره سنين إماما ومرشدا وقدوة ، والذي لم يتسع لكل الحاضرين رغم شساعته،. لتكون صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر ، وينطلق المشيعون مزفين أخاهم إلى مثواه الأخير، حيث وُوري التراب، رحمه الله رحمة واسعة، في روضة سيدي محمد بن عمر بأسرير قرب مرقد أباه سيدي محمد . وتشارك المشيعون للجنازة الدعاء بعد أن قرؤوا آيات من الذكر الحكيم أهدوها لروحه الطاهر واستمعوا لموعظة مؤثرة زادت من روحانية المشهد، لمندوب الأوقاف بكلميم الدكتور محمد سعيد الحراق، ذكر فيها فضل حملت كتاب الله وخصال الرجل الفقيه الفقيد وشيمه وملازمته لكتاب الله عز وجل قراءتا وتحفيظا وتدبرا لمدة 50 سنة ، وكان من بين المشيعين لجثمان الفقيد والي ولاية كلميمالسمارة والعديد من الشخصيات المدنية ورجال السلطة وأعيان ومنتخبين . وإننا وإذ نحزن على فقدان هذا الرجل الرباني فنحن نهنئه بموعود الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يوم يقال لصاحب القرآن: "اقرأ وارق، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها" وأنه "يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حلِّه ، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زِدْه ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه ، فيقال له : اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة "