تقرير من جمعية المغربية لحقوق الانسان فرع طانطان طانطان في:22 نونبر 2013 بعد أن عقد مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إجتماعا طارئا لتدارس ظروف وتداعيات إعتقال المواطنة "فتيحة بوسحاب" الذي أصدرت فيه الجمعية بيانا لرأي العام بتاريخ 21 نونبر 2013 أعد تقريرا أوليا حول ملابسات وتطورات قضية المعتقلة: بدأت مجموعة "فتيحة بوسحاب" المكونة من مجموعة نساء أرامل ومعوزات في سلسلة من الأشكال النضالية السلمية المطالبة بحقوقهن في الشغل والعيش الكريم، من خلال وقفات أمام عمالة طانطان ومسيرات داخل المدينة وخارجها، حيث نظمت هذه المجموعة مسيرة في إتجاه مدينة الرباط إنتهت بإعتصام مفتوح بالحاجز الدركي لواد درعة الواقعة 20 كلم شمال مدينة طانطان، نظم مكتب الفرع حينها زيارة مؤازرة لهن ودعم وذلك يوم 24 يونيو 2012 حيث وقف المكتب على الظروف الصعبة التي عشنها وأصدر بيانا في الموضوع في التاريخ نفسه، هذا الإعتصام الذي فككته بالقوة السلطات الأمنية والإقليمية بكل من مدينة طانطان وكلميم وليتم نقلهن بالقوة في إتجاه مدينة طانطان في ظروف لا إنسانية الشئ الذي سبب لبعضهن متاعب صحية مما إستدعى نقلهن للمستشفى وهو ما عاينه فرع الجمعية وأصدر تقريرا بالموضوع حينه، ورغم الإستفزازات والمضايقات وإتهامهن بالإنفصال (نتيجة التغطية المستمرة لوسائل إعلام جبهة البوليساريو لأشكالهن النضالية ) فقد إستمرين في سلسلة من النضالات الشبه اليومية والتي وصلت ذروتها مع موسم طانطان السنوي المنظم في سبتمبر 2013 حيث نظمن إعتصاما مفتوحا بالشارع الرئيسي للمدينة وهو ما جعل السلطات المحلية تحاول بكافة الأشكال فض هذا الإعتصام من تهديد وسب وشتم، وأمام هذا المسلسل المستمر لنضالات مجموعة "فتيحة بوسحاب" فقد تعرضت الأخيرة لمجموعة من المضايقات إرتباطا بمطالبتها المشروعة بحقها في الشغل والعيش الكريم مما حذا بها بتقديم مجموعة من الشكايات بالمسؤولين المحليين لدى الوكيل العام لمحكمة الإستئناف بأكادير(تحتفظ الجمعية بشكاية مؤرخة في 19 يناير 2012 تحت عدد 39/12) هذه الشكايات التي لم تتخذ فيها المساطير القانونية الجاري بها العمل بحسب عائلة المعتقلة التي إستقبلها مكتب الفرع بمقر الجامعة الوطنية للتعليم، والتي أفادت "أنه أمام إصرار مجموعة "فتيحة بوسحاب" في الإستمرار في أشكالهن النضالية المطالبة بالشغل والعيش الكريم وتعنت الجهات المسؤولة في التعاطي الإجابي مع ملفهن المطلبي فقد دخلن في إعتصام مفتوح جديد أمام مقر عمالة طانطان إبتداءا من يومه الثلاثاء 19 نونبر 2013 والذي عرف زيارات متكررة لقائد المقاطعة الحضرية الثانية بمعية أفراد من القوات العمومية في إستفزازات وتحرشات عرفت أوجها يوم الخميس 21 نونبر 2013 حوالي الساعة الثانية بعد الزوال حيث كال القائد وعميد الأمن الإقليمي وابلا من السب والشتم والإتهام بالإنفصال الشئ الذي إحتججن عليه بشدة مؤكدين على أنهن في وقفة سلمية يطالبن من خلالها بحققوقهن المشروعة" إنتهت بإعتقال المواطنة فتيحة بوسحاب لوحدها وإداعها لدى الضابطة القضائية وتحرير محضر بتهمة إهانة موظف أثناء تأدية مهامه، وفور إتصال العائلة بمكتب الفرع إنتقل هذا الأخير إلى المنطقة الإقليمية للأمن للإستفسار عن ظروف الإعتقال ولقاء المسؤول الإقليمي الذي لم تستطع الجمعية لقائه بحجة أنه في إجتماع، وقد أصدرت الجمعية بيانا في الموضوع، لتقدم صبيحة يوم الجمعة 22 نونبر 2013 في حالة إعتقال لدى وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية الذي أودعها السجن المحلي. وقد علم مكتب الفرع من عائلة المعتقلة بأنها دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام منذ بداية يوم 22 نونبر 2013 حيث سجلت مخاوفها من المضاعفات المحتملة على حالتها الصحية التي تعاني من مجموعة من الأمراض المزمنة. وأمام هذه التطورات الخطيرة لإنتهاك حقوق الأفراد في التجمع والتظاهر السلمي والتعبير، وكذا تهديد الحق في الحياة بسبب إصرار المعتقلة في اللإستمرار في إضرابها عن الطعام، فإن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع طانطان تتابع بإصرار ملف المعتقلة "فتيحة بوسحاب" بكافة الوسائل المشروعة، وتنبه كذلك إلى خطورة تعاطي الجهات المعنية مع الحركات الاحتجاجية والاجتماعية بالمدينة التي لن تزيد الوضع الإجتماعي إلا إحتقانا . وفي هذا الإطار فإن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يطالب بالإيقاف الفوري للمتابعة القضائية في ملف مفبرك بنية الإنتقام وتدعو إلى فتح حوار جدي ومسؤول مع كافة المطالب الإجتماعية المشروعة والتخلي عن المقاربة الأمنية في حل المشاكل الإجتماعية.