لازالت العشرات من ساكنة دواوير قبيلة « المسيديرة »، التابعة لجماعة أربعاء الساحل ، تعيش منذ سنوات عزلة وحرمان مدقع وإقصاء في العديد من المجالات، حيث أصبحت هذه الدواوير في شبه عزلة ، وباتت ساكنتها تعيش معاناة بلغت الحدود القصوى غير المحتملة، ومازالت بعض من ساكنة هذه المداشر محرومة من المياه الصالحة للشرب و تحلم بفرصة ربط مساكنها بالشبكة الكهربائية، بعد أن سئمت من الوعود التي تلقوها في هذا الشأن من المسؤولين المحليين و الإقليميين. وتبدو حياة العشرات من الأسر بدواوير القبيلة المذكورة، موغلة في البؤس، حيث لازالت الساكنة تستعين بالشموع والغاز لأجل الإنارة، بعد أن تعذر استفادتهم من هذه الخدمة الحيوية ، على غرار سكان عدة دواوير مجاورة لهم ، الشيئء الذي دفع بالعديد من العائلات بالمنطقة لمغادرة مساكنها في تجاه تيزنيت و أكادير..فيما فضل الآخرون البقاء و التعايش مع معاناة المنطقة من اقصاء و تهميش و غياب أبسط الظروف الإنسانية للعيش الكريم . وقد صادف وجودنا « بالمسيديرة » ،شيخ "سبعيني " تحمل تجاعيد وجهه علامات الندم ، فضل البقاء بالمنطقة لوحده بمنزل مهدد بالإنهيار بفعل الفيضانات، بعد أن غادره أبناؤه ، وطالب هذا المسن ، في نبرة دالة على الحسرة، من المسؤولين بالتدخل لفك العزلة عن المنطقة و توفير المتطلبات الأساسية للعيش الكريم . السكان المحرمون يعانون أيضا من عزلة قاتلة، بسبب غياب المسالك القروية التي تربطها بالعالم الخارجي، حيث أكد "البشير ظفير الله "،رئيس جمعية ايت اعزا للتنمية والاعمال الاجتماعية ، أن المنطقة تعاني من عدة مشاكل متعلقة بالبنية التحتية حيث أكد أن الجمعية أنجزت دراسة لتهيئة مسلك لفك العزلة عن المنطقة مند سنة 2014 يربط بن جماعة الساحل و تيوغزة بتكلفة مالية قُدرت بأربعة ملايين سنتيم و نصف ، لكن و إلى حدود الساعة لازالت الجهات المسؤولة التي وضعت عندها الجمعية ملفها لا تستجيب لتحقيق هذا المشروع التنموي الهام تحت دريعة غياب التمويل. وأضاف " ظفير الله "أنه بالرغم من الطلبات المتكررة والإلحاح المتواصل للجمعية بضرورة توسيع دائرة الدواوير المستفيدة من الماء الصالح للشرب ( النافورات ) إلا أن الجهات المسؤولة لا زالت غير مبالية بطلب الساكنة لتبقى العديد من الأسرة تعاني الأمرين في التزود بهذه المادة الحيوية . ولم يفت لرئيس الجمعية أن يتطرق لمعاناة ساكنة المنطقة مع مخلفات و أضرار الفيضانات التي عصفت بالعديد من المنازل مند سنتين تقريبا مما يزيد من حدة العزلة و التهميش التي تعيشه المنطقة المذكورة. إلى ذلك، أكد عضو منطقة « مسيديرة » بالمجلس الجماعي لأربعاء الساحل ماجاء على لسان رئيس جمعية ايت اعزا و أفاد هو كذلك أن المنطقة تعاني من عزلة تامة في جميع المجالات سواء في البنية التحتية أو الماء الصالح للشرب أو في عدم تغطية باقي دواوير المنطقة بالكهرباء …