بموازاة مع الجهود التي تبذل في سبيل تعزيز البنيات التحتية الاساسية وتقديم الخدمات الاجتماعية الضرورية للمواطنين، فان الجماعات المحلية مطالبة كذلك بالانخراط التلقائي في الورش الواعد للتنشيط الاقتصادي من خلال خلق الثروات والعمل على استفادة المستويات الترابية من السياسات العمومية القطاعية وخصوصا المرتبطة منها بالتنمية الاقتصادية. ورقة حول المبادرة الإقليمية لتشجيع الاستثمار بتيزنيت... السياق العام : بموازاة مع الجهود التي تبذل في سبيل تعزيز البنيات التحتية الاساسية وتقديم الخدمات الاجتماعية الضرورية للمواطنين، فان الجماعات المحلية مطالبة كذلك بالانخراط التلقائي في الورش الواعد للتنشيط الاقتصادي من خلال خلق الثروات والعمل على استفادة المستويات الترابية من السياسات العمومية القطاعية وخصوصا المرتبطة منها بالتنمية الاقتصادية ومن هذا المنطلق تندرج فكرة المبادرة الإقليمية لتشجيع الاستثمار في إطار رغبة المجلس الإقليمي في المساهمة في إرساء ومأسسة دينامية متواصلة للتنشيط الاقتصادي بتراب الإقليم عن طريق تشجيع الاستثمار المنتج ومعالجة إشكالية ضعف جاذبية الإقليم في ما يتعلق بالاستثمار وخلق الثروات ، مع العلم أن ثمة مؤهلات لا يستهان بها تؤثث كل أنحائه : فالإقليم بطبيعة الحال يتمتع بإمكانات هائلة تستحق التثمين وإعادة الاعتبار ولذلك يتعين على سبيل المثال: - استغلال الامتيازات الجيوستراتيجية التي يتمتع بها ( اقل من 60 دقيقة عن مطار اكادير- المسيرة وعن ميناء اكادير) وتواجده بالحدود الجنوبية لسهل سوس شتوكة الذي يعتبر أول حوض مصدر للخضر والفواكه إضافة إلى بنية الربط المتمثلة أساسا في الطريق السريع بين اكاديروتيزنيت والتي توجد الآن في طور الإنجاز . - التنوع الطبيعي والمجالي للإقليم ( الشاطئ- السهل- الجبل–الغابة والغطاء النباتي المتميز(أركان) - الرصيد الهائل من التراث الثقافي والفني للإقليم ( عاصمة صناعة الحلي الفضية ) وفضلا عن ذلك عرف إقليمتيزنيت بتميزه على مستوى ظاهرة الهجرة: - فهي أولا هجرة قديمة بدأت منذ بداية القرن العشرين, كان منطلقها الرئيسي المناطق الجبلية بالإقليم نحو مدن الشمال كالدارالبيضاء , طنجة –العرائش–فاس .... - كما ان الارتباط القوي بالموطن الأصلي والاعتزاز بالانتماء يشكلان كذلك احد جوانب التميز لدى المنحدرين من إقليمتيزنيت : ويتجلى ذلك في تكرار وانتظام الزيارات التي يقوم بها هؤلاء إلى البلدة الأصلية حيث يقومون – كلما تحسنت أحوالهم بالمدن- ببناء اقامات رفيعة وينخرطون بشكل تطوعي في أعمال التضامن المحلي والشراكة المواطنة - وفي نفس السياق , يعتبر هؤلاء المهاجرون التزنتيون طاقة كامنة لم يرق التعامل معها بعد إلى المستوى المطلوب , فالمنحدرون من الجماعات التابعة للإقليم بدوائر تيزنيت' انزي وتفراوت يتمتعون بحضور وازن في النسيج الاقتصادي الوطني بالمدن الكبرى للمملكة ( البيضاء - فاس – مراكش – طنجة – اكادير ) ومنهم من يحتل مراكز متقدمة في قطاعات الأنشطة التي يزاولونها مثال( مجموعة إفريقيا , مجموعة بيشا , كتبية , أطلس , سلطان , ادو , طاوس ....) دون إغفال شبكه كبيرة من التجار المشهورين داخل المدن الكبرى لأوربا الغربية (فرنسا, بلجيكا ,هولندا... ) ومن شان بناء تصور يمكن بموجبه تعبئة "أبناء البلد"هؤلاء ان يجعل منهم مستثمرين محتملين أو على الأقل محتضنين لدينامية إقليمية في مجال خلق المقاولات . وتأتي إثارة مسالة الانتماء "كحمية محمودة" على حد تعبير المرحوم محمد المختار السوسي كعامل لاستنهاض الهمم وإثارة الاهتمام لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بالتعاون على المصالح والمنافع العامة والتي تشكل بحق تعبيرا عن العرفان وأداء للواجب نحو هذه المنطقة التي سبق في الأزل أن كان هِؤلاء من أبنائها . ومن هذا المنطلق . يندرج المورد البشري بالنسبة للإقليم ضمن أولى عوامل الإقلاع الاقتصادي بالنظر على وجه الخصوص إلى: - ظهور وظائف ومهن جديدة ترتكز على الرأسمال البشري وليس فقط على المواد الأولية والبنيات التحتية ( التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال – تحويل الخدمات- الاقتصاد الأخضر ...) - السمعة الطيبة والشهرة التي تتمتع بها العبقرية التجارية والمقاولاتية للمهاجر السوسي لا سيما بالأطلس الصغير الغربي سواء في مجال التجارة الخفيفة أو في مجال التجارب الناجحة والتي فرضت وجودها في عالم الأعمال على المستوى الوطني . وهنا يمكن التساؤل بكل مشروعية: ألا يمكن غرس بذور هذه العبقرية على المستوى المحلي, متى توفر لها المناخ والمقومات الضرورية لذلك ؟ وغني عن البيان كون مشروعية هذا التساؤل تتعززاذا ما تم طرحه على انظارالفاعلين والمتدخلين والمستهدفين، ونطمح من خلال المبادرة الإقليمية لتشجيع الاستثمار إلى الإتيان بإجابات عملية طموحة وواعدة لهذا التساؤل عبر محورين رئيسيين هما: - المنتدى الإقليمي لتشجيع الاستثمار - القافلة الإقليمية لتشجيع الاستثمار وإنعاش السياحة يضاف اليهما محور ثالث يساعد على توضيح الرؤية وتحديد الشروط المسبقة ومستلزمات المواكبة مساهمة في تقوية الروابط بين مكونات المشروع وضمان انخراط مختلف الفاعلين في هذه المبادرة ، انه محور أعمال التحضير والمواكبة المحور الأول: المنتدى الإقليمي لتشجيع الاستثمار الأهداف: - وضع إطار للتشاور والحوار وتثمين الفرص والامتيازات المحلية - إشراك القطاع الخاص في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية للإقليم - خلق هيأة للوساطة الاقتصادية المحلية المحتوى: يتعلق الأمر بورش يضم الفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين من جهة والمستثمرين المحتملين حاملي المشاريع من جهة أخرى خصوصا المنحدرين من الإقليم والذين خبروا العمل المقاولاتي والاستثمار داخل الوطن وخارجه التاريخ المقترح والمدة : ربيع 2011 ( يومين) البرنامج: يومين اليوم الأول : -عروض حول فرص الاستثمار بتيزنيت في مختلف قطاعات الأنشطة الاقتصادية ( الفلاحة - التجارة-الصناعة الخدمات - الصيد البحري - السياحة - البناء- النقل....) -تقديم البرامج القطاعية ( المغرب لاخضر – انبثاق- الصناعة التقليدية – رؤية 2020 السياحة.....) من تنشيط : المركز الجهوي للاستثمار- غرفة التجارة - الكونفدرالية العامة للمقاولات بالمغرب – ج.س.م.د.م- anapec . العمران-المصالح غير الممركزة - خبراء...... اليوم الثاني : ووشات للنقاش وتبادل الرأي حول مواضيع افقية مثل - العقار والتعمير مناخ الاستثمار (الجبايات والمساطر)- -التمويل والدعم التشغيل والتكوين من تنشيط : إضافة إلى المشاركين في اليوم الأول : - الجماعات المحلية – - الوكالة الحضرية - دائرة الأملاك المخزنية - الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية - إدارة الضرائب - القطاع البنكي المحور الثاني: القافلة الإقليمية لتشجيع الاستثمار و إنعاش السياحة السياق: من اجل منح المزيد من فرص النجاح لتحقيق الأهداف المنتظرة من المنتدى الإقليمي لتشجيع الاستثمار , من المفيد ومن المناسب نهج أسلوب القرب والتنقل لبلوغ وإثارة وتعبئة المستثمرين المحتملين المتواجدين بالمدن الكبرى ( خصوصا المقاولين ,رجال الإعمال والتجار المنحدرين من إقليمتيزنيت ) المضمون : يتعلق الأمر بجمع عناصر قيادة وتنشيط مبادرة تشجيع الاستثمار طيلة أسبوع كامل على متن حافلة مريحة لقطع مسافة تضم أربع محطات استراحة بالمدن التي تتواجد بها الفعاليات المنحدرة من تيزنيت بكثرة في نسيجها الاقتصادي المشاركون: ما يناهز الأربعين من الأشخاص الذين يمثلون مختلف فئات الفاعلين: 4/1 المنتخبون المحليون 4/1 القطاع الخاص 4/1الفاعلون الإداريون والمؤسساتيون 4/1 الصحافة والاعلام المدن المستهدفة: اكادير – مراكش- الدارالبيضاء- طنجة الفئات المستهدفة : التجار-رجال أعمال- صناعيين – حاملي افكار مشاريع الشركاء بالمدن المستقبلة الفاعلون الاقتصاديون – جمعيات المنحدرين من تيزنيت - الغرف المهنية البرنامج : - اجتماع موسع لاسترجاع خلاصات المنتدي الإقليمي واستعراض الفرص المتاحة للاستثمار بالإقليم – - توزيع المشاركين على شكل ورشات حسب مجالات اهتمامهم - لقاءات ثنائية أو خاصة - أنشطة للإنعاش السياحي :( عروض, توزيع مطبوعات تواصلية , معارض صغيرة للمنتوجات المحلية ) ................................................................................................................................ * إن إنعاش السياحة سيشكل نشاطا تكميليا لتحسين أداء القافلة ومسارها للتعريف أكثر بالمنتوج السياحي للإقليم عبر وسائط تواصلية ونماذج من المنتوجات المحلية( أركان – الفضة...) المحور الثالث: اعمال التحضير والمواكبة 1-تشاور مسبق على نطاق واسع مع مختلف الفاعلين والشركاء بشان موضوع المبادرة 2-خلق هيأة للتنظيم والتتبع ومن المقترح أن تؤسس جمعية للتنشيط الاقتصادي 3-تشكيل لجنة للقيادة من : (- السلطة الإقليمية - المجلس الإقليمي-الجماعتين الحضريتين– المركز الجهوي للاستثمار – مندوبية التجارة والصناعة – غرفة التجارة والصناعة و الخدمات ) 4-مخطط للتواصل : تنظيم حملة واسعة للتواصل والإعلام قبل، أثناء وبعد تنفيذ مشروع المبادرة (الاداعة –التلفزة-الصحافة المكتوبة-الويب .....) 5-يقوم المجلس الإقليمي بداية و بتعاون مع شركائه بما يلي : - برمجة الاعتمادات الضرورية للعملية وتعبئة المستشهرين الخواص - برمجة ميزانية للدراسات لتمويل = دراسة حول التهيئة العمرانية والعقارية للشاطئ وتموقعه العقاري والسياحي = دراسات قطاعية لإبراز فرص الاستثمار 6-دراسة إمكانية خلق صندوق إقليمي لحاملي المشاريع لتشجيعهم على الاستثمار محليا النتائج المنتظرة : - توفر الإقليم على قوة اقتراحية للمشاريع - حصول المستفيدين على فهم جيد للرهانات الاقتصادية المحلية وفرص الاستثمار - توفر الإقليم على القدرة اللازمة للاستفادة من التجارب الجهوية والوطنية في مجال الاستثمار والتشغيل - رفع القدرات المرتبطة بالتقدير واتخاذ القرار لدى المنتخبين والأطر الإدارية الترابية - وضع قاعدة معطيات مفيدة رهن إشارة المستثمرين و حاملي أفكار مشاريع والجمعيات التنموية - بناء حكامة اقتصادية إقليمية على أسس صلبة قوامها الاجتهاد الاقتصادي والاستباق الاستراتيجي * لنحاول أن نتأمل جميعا هذه القولة لتشرشل: "كل الناس كانوا يعلمون انه لا يمكن فعل ذلك... ويوما ما ظهر من لم يكن يعلم ..ففعل.."