افتتحت مساء يوم الجمعة 22 أبريل الجاري، فعاليات ملتقى الرواية في دورتها الرابعة، بمدينة أكادير، بمشاركة روائيين مغاربيين وعرب بارزين، برعاية رابطة أدباء الجنوب، وهيئات حكومية ومؤسساتية ومدنية. وتستمر فعاليات الملتقى، الذي يحمل شعار "الرواية والحرية"، حتى يوم الاثنين المقبل. وقال الروائي لمغربي عبد العزيز الراشيدي، مدير الملتقى، إن دورة هذا العام تحتفي بالحرية، بعد أن احتفت الدورات السابقة بالحب والفضاء والفانتاستيك. ومضى قائلا: نسعى للتأسيس لتجربة أبدية عالمية في منبر عالم سوس باستضافة أسماء وازنة. الراشيدي، لم يفوت الفرصة، ليتألم من الواقع الثقافي قائلا: أكادير لا تعرف مع الأسف أنشطة للخلق الابداعي، وما يزال هذا الملتقى يجد أبوابا مغلقة، بالنظر إلى صورة الأدب وحزنه. واعتبر أن "العمل الثقافي لا يمر عبر الحفر بآلات حادة، وأنه مجرد بخار على حديد صلب". بدوره، قال عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر، إن "الممارسة الثقافية ليست مجرد ترف فكري، فلا بد من النفس الطويل حتى نستمر في الممارسة الأدبية والفكرية. ودعا حلي للإصرار على الفعل الثقافي ليذيب ذلك الجليد. ولفت إلى أن " الحرية، تيمة دورة ملتقى الرواية لهذا العام، لا يمكن أن ينتهي، فالحرية لها مدارات ومسارات، وفي حاجة إلى تقريب أوجاعها"، بحسب تعبيره. أما عز الدين بونيت، عن جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية، فأثنى على مبادرة الجمعية راعية التظاهرة، مؤكدا أن ما "نعيشه من أزمة هو الهوية والثقافة من المحيط إلى الخليج، ازادت حدته خلال الخمس سنوات الأخيرة. واعتبر بونيت أن "ما نجنيه اليوم من كوارث يعود إلى إهمالنا للتنمية الثقافية ببلداننا نتيجة لسياسات ثقافية، وأن المشكلات الأساس جزء كبير منه مرتبط بالغذاء الثقافي". تكريم وشهادات وخلال جلسة افتتاح ملتقى الرواية، تم تكريم الروائيين المغاربيين، المغربي عبد القادر الشاوي والجزائري واسيني الأعرج. المحتفى به عبد القادر الشاوي، قال في كلمة له، إن ما يجمعني بهاته المدينة كان منذ أكثر من 20 عاما، مثنيا على هاته المبادرة وعلى حضور أصدقاءه وإخوانه ورفاقه وأن ما قيل في حقه يعتز به. أما الجزائري واسيني الأعرج، فأكد أنه لم يتردد ولو ثانية في الاستجابة لدعوة حضور هذا الملتقى الروائي، وأني تعرفت على صديقي الشاوي في زمن سنوات الرصاص بالمغرب، وخلال زيارتي له في السجن، حيث كدت أن أعتقل". ولفت واسيني إلى أن كل "التحولات المحيطة بالعالم العربي مخيفة، ونحن من يمكن أن يفجر العالم العربي، بينما إسرائيل تعرف كيف تقرأ مستقبلها". وأوضح أن "الكاتب يتحسس الأشياء بوسائط إبداعية قوية وينبه، الكلام موجه للمعنيين، والمعنيون لن يفهموا ذلك"، بحسب تعبيره. وخلال جلسة اليوم (الجمعة)، قال عبد الرحمان تمارة عن اللجنة العلمية للملتقى، إن "الحرية إطار قيمي إنساني، وأن هناك تفاعلا دلاليا وجماليا بين الرواية والحرية". وأكد تمارة أن "الرواية فن يتملك سلطة الانتاج الخلاق لتشكيل مرجعية نصية تحتفي بالحرية".