افتتح مساء أمس الجمعة، أول متحف جامعي للنيازك في المغرب وإفريقيا والعالم العربي، بمدينة أكادير. وقال عبد الرحمن إبهي، المتخصص في علم النيازك ورئيس مختبر دراسة البلورات والمعادن بكلية العلوم في جامعة ابن زهر: إن إحداث المتحف الجامعي للنيازك صار حلما من أجل تثمين وتبسيط المعارف المرتبطة بنيازك المغرب، وهو أول متحف يختص في عرض النيازك إفريقيا وعربيا. وأضاف أن هاته المنشأة العلمية مقر دائم لعرض عينات النيازك والحفاظ عليها ومحاولة الحد من ضياع هذا الموروث الجيولوجي الذي يباع للأجانب ويستقر بمتاحف عالمية خارج المغرب. وأعد المتحف وصمم بهدف اكتشاف أفضل لهذه الصخور الملقبة ب "الذهب الفضائي"، ليوجه لشريحة واسعة من المهتمين الذين يودون تعلم كيفية التعرف على هذه الصخور الفضائية سواء كانوا طلبة أو أساتذة باحثين أو هواة جمع النيازك أو المنقبين عنها أو تجار هذه الأحجار أو مرشدين سياحيين. وبحسب إبهي، تتوزع النيازك المعروضة في المتحف إلى 9٪ من النيازك الساقطة (نيازك تمت معاينة سقوطها بالعين المجردة وعثر عليها وقتا قصيرا بعد ذلك) و91٪ من النيازك المكتشفة (نيازك اكتشفت بالصدفة). ومضى قائلا: هاته المجموعات كتل مهمة وعينات بأجزاء حديثة العهد وكاملة وأمطار نيازك و شرائح و صفائح دقيقة وقطع مصقولة، مما يعطي لهذه المجموعة قيمة علمية استثنائية. وتوزع العينات النيزكية حسب صنفها على سبع واجهات، كما تقدم كل عينة ببطاقة خاصة تضم اسم النيزك ومكان العثور عليه وإحداثياته حسب نظام تحديد المواقع GPS وصنفه ووزنه وعدد قطعه التي تم جمعها، إضافة الى صور توضيحية للنيزك. وللنيازك نفع اقتصادي، حيث تساهم تجارتها في تحسين المستوى المعيشي في بعض المناطق النائية في البلاد بكل من طاطا والسمارة والزاك (أقصى الجنوب) و وأرفود وزاكورة (جنوب شرق)، إذ يجمعها السكان المحليون فيدر عليهم بيعها أرباحا مهمة بالنظر للقيمة العلمية لهذه الأحجار الفضائية. والنيازك عبارة عن أحجار تسقط من الفضاء الخارجي على الأرض، بأحجام مختلفة، مصدرها متنوع توجد بالمجموعة الشمسية، أهمها الكويكبات والمذنبات وبعض الكواكب كالمريخ إضافة إلى أقرب جرم سماوي من الأرض وهو القمر.