كانت ساكنة دوار أمراغ التابع ترابيا لجماعة إثنين أكلو ليلة أمس السبت على موعد مع سهرة إمعشار، والتي تزامنت مع الإحتفالات بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، سهرة كان بطل وعريس الليلة فيها بامتياز هو شباب أمراغ، الذي سهر ليالي وأسابيع ليقدم لنا لوحات فنية وإبداعات أبهرت كل الحضور. إذا قلنا إمعشار يتبادر إلى ذهننا مباشرة، تلك الوجوه الغير العادية وذلك التجسيد لشخصيات ولمجسمات مختلفة، سواء كانت حقيقية وواقعية أو من وحي الخيال، لكن التجسيد المعروف به فلكلور إمعشار قديما خاصة بمنطقة أكلو ولا زال صامدا إلى يومنا هذا، هو ذلك الجمل المصحوب براعيه، وأشخاص يحملون أعمدة خشبية متوسطة الحجم يدكون بها الأرض، وآخرين يعزفون على آلات موسيقية، كآلة الناي والدف…ويرددون أغاني وتعويدات مختلفة كلها تحمل معنى معين، فيها ما هو مرتبط بالصراع بين الخير والشر، أو التغني بقدوم موسم فلاحي واعد ومزدهر، وأنواع أخرى من الأغاني المرتبطة عموما بالحياة والوجود والكون، لكن اليوم دخلت أشكال أخرى معاصرة على هذا الفلكلور والتي تنضاف للأشكال التي تطرقنا إليها سلفا، وأضفت عليه رونقا وجمالية من نوع آخر، وهذا ما جسده شباب أمراغ ليلة أمس وذهب بنا إلى عوالم أخرى (سيارة إسعاف بطاقمها الطبي تحمل مريضا، دبابة حرب بجنودها، رجال أمن…) وعناصر أخرى أبدعت في تقمص أشكال وأدوار وشخصيات مختلفة. بالعودة إلى برنامج السهرة التي كانت من تنشيط الشاب الواعد ياسين الفزدون، فافتتحت بآيات بينات من الذكر الحكيم وكلمة رئيسة جمعية أمراغ للتنمية والتعاون، بعدها فقرات متنوعة من بينها ملحمة المسيرة الخضراء لتلامذة مجموعة مدارس ابن سينا بأمراغ، فقرة إمعشار، مسرحية، فقرات موسيقية وأخرى كوميدية قدمها الفنان الأمازيغي الساخر مصطفى الصغير، والتي نالت إعجاب الجمهور الحاضر.