وأخيرا يتنفس سكان جماعة تاسريرت الصعداء.عبارة خرجت من بيشفتي فاعل سياسي وجمعوي بالمنطقة كالنسيم.فبعد معاناة طويلة ومخاض عسير،نجح شباب جماعة تاسريرت في فك لغز التحكم والتسلط الذي عانت منه الجماعة ومن فيها منذ عقود خلت،حيث كانت العملية الانتخابية محكومة بقبضة من حديد،وعبر جميع مراحلها،من الترشيح إلى تركيب المجلس مرورا بعمليات التصويت بما فيها وما عليها.شباب نجح في أول امتحان لإتبات الدات وفك طلاسيم التحكم والاستحواد على العقول والعباد وكبح الحريات.شباب ناضل وواجه وجابه ورمى،والله خير من رمى،شباب صنع الاستثناء بتركيب فسيفساء متعددة الأشكال والألوان،فلا الاختلاف السياسي نال منهم ولا الصراعات السياسوية والشخصية نالت من عزيمتهم.ولعل ما دل على نبذ تلك الخلافات وتغليب المصلحة العامة على الخاصة،ما ميز أول جلسة لهم خلال الشهر الجاري من دورة أكتوبر،حين تم التوافق على النظام الداخلي لمجلسهم والتصويت عليه بالاجماع مع قبول جل التعديلات المقترحة،إذ لا ذكر لكلمة المعارضة فيه،ولا تخصيص لها لإحدى اللجان الدائمة،ومن هنا كانت البصمة،بصمة رئيس ذو حنكة وتجربة ونكران دات لا ينكرها إلا جاحد.فقد نجح السيد (أ.ل) رئيس المجلس الجماعي لتاسريرت،لما يتمتع به من حسن سيرة طيلة مدة تواجده بالمجلس،ولما عرف عنه من غيرة على بلدته وساكنتها،في جمع كل ألوان الطيف في مجلسه،ونجح في تحقيق التقارب بين السالب والموجب في السياسة.ويذكرأن المجلس الجماعي لتاسريرت،بتركيبته الحالية،يتكون من أحزاب التجمع الوطني للأحرار،والتقدم والاشتراكية،والعدالة والتنمية ،والاستقلال،والأصالة والمعاصرة.خليط جعل منه الرئيس متجانسا،فتم تكوين اللجان الدائمة باعتماد الكفاءات،ثلاث لجان يترأسها ثلاث شباب تجاوز مستواهم الباكالوريا،وأسندت النيابات لشباب مقيم حاضر ودائم التواجد بالمنطقة،على عكس المجالس السابقة التي عانت خلاله الساكنة من تبعات غياب المنتخبين وضياع مصالحهم.فعل سينجح المجلس الجديد في صنع الحدث بعدما صنع الاستثناء؟هذا ما ستظهره لنا الأيام.