دروس وعِبر للمستقبل.. الكراوي يقارب 250 سنة من السلام بين المغرب والبرتغال‬    أخنوش: فقدنا 161 ألف منصب شغل في الفلاحة وإذا جاءت الأمطار سيعود الناس لشغلهم    طنجة.. توقيف شخص بحي بنكيران وبحوزته كمية من الأقراص المهلوسة والكوكايين والشيرا    عمره 15 ألف سنة :اكتشاف أقدم استعمال "طبي" للأعشاب في العالم بمغارة الحمام بتافوغالت(المغرب الشرقي)    "المعلم" تتخطى مليار مشاهدة.. وسعد لمجرد يحتفل        الإسبان يتألقون في سباق "أوروبا – إفريقيا ترايل" بكابونيغرو والمغاربة ينافسون بقوة    انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل    أخنوش: حجم الواردات مستقر نسبيا بقيمة 554 مليار درهم    الجديدة.. ضبط شاحنة محملة بالحشيش وزورق مطاطي وإيقاف 10 مشتبه بهم    استطلاع رأي: ترامب يقلص الفارق مع هاريس    هلال يدعو دي ميستورا لالتزام الحزم ويذكره بصلاحياته التي ليس من بينها تقييم دور الأمم المتحدة    النجم المغربي الشاب آدم أزنو يسطع في سماء البوندسليغا مع بايرن ميونيخ    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا الخميس والجمعة المقبلين    حصيلة القتلى في لبنان تتجاوز ثلاثة آلاف    سعر صرف الدرهم ينخفض مقابل الأورو    البحرية الملكية تحرر طاقم سفينة شحن من "حراكة"    استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب    الجفاف يواصل رفع معدلات البطالة ويجهز على 124 ألف منصب شغل بالمغرب    المعارضة تطالب ب "برنامج حكومي تعديلي" وتنتقد اتفاقيات التبادل الحر    «بابو» المبروك للكاتب فيصل عبد الحسن    تعليق حركة السكك الحديدية في برشلونة بسبب الأمطار    في ظل بوادر انفراج الأزمة.. آباء طلبة الطب يدعون أبناءهم لقبول عرض الوزارة الجديد    إعصار "دانا" يضرب برشلونة.. والسلطات الإسبانية تُفعِّل الرمز الأحمر    الجولة التاسعة من الدوري الاحترافي الأول : الجيش الملكي ينفرد بالوصافة والوداد يصحح أوضاعه    رحيل أسطورة الموسيقى كوينسي جونز عن 91 عاماً    مريم كرودي تنشر تجربتها في تأطير الأطفال شعراً    في مديح الرحيل وذمه أسمهان عمور تكتب «نكاية في الألم»    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    مصرع سيدة وإصابة آخرين في انفجار قنينة غاز بتطوان    عادل باقيلي يستقيل من منصبه كمسؤول عن الفريق الأول للرجاء    الذكرى 49 للمسيرة الخضراء.. تجسيد لأروع صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي لاستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية    أمرابط يمنح هدف الفوز لفنربخشة        متوسط آجال الأداء لدى المؤسسات والمقاولات العمومية بلغ 36,9 يوما    "العشرية السوداء" تتوج داود في فرنسا    إبراهيم دياز.. الحفاوة التي استقبلت بها في وجدة تركت في نفسي أثرا عميقا    بالصور.. مغاربة يتضامنون مع ضحايا فيضانات فالينسيا الإسبانية    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    مدرب غلطة سراي يسقط زياش من قائمة الفريق ويبعده عن جميع المباريات    عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم    تقرير: سوق الشغل بالمغرب يسجل تراجعاً في معدل البطالة    "فينوم: الرقصة الأخيرة" يواصل تصدر شباك التذاكر        فوضى ‬عارمة ‬بسوق ‬المحروقات ‬في ‬المغرب..    ارتفاع أسعار النفط بعد تأجيل "أوبك بلس" زيادة الإنتاج    استعدادات أمنية غير مسبوقة للانتخابات الأمريكية.. بين الحماية والمخاوف    الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي: للفلسطينيين الحق في النضال على حقوقهم وحريتهم.. وأي نضال أعدل من نضالهم ضد الاحتلال؟    عبد الرحيم التوراني يكتب من بيروت: لا تعترف بالحريق الذي في داخلك.. ابتسم وقل إنها حفلة شواء    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تافراوت : المجالس الجماعية لتاسريرت،الحصيلة والآفاق
نشر في تيزبريس يوم 23 - 05 - 2015

تعتير جماعة تاسريرت ،التابعة لدائرة تافراوت بإقليم تيزنيت،من أفقر الجماعات القروية بالإقليم من حيث المداخيل،إلا أنها رغم ذلك تعد من أغناها فلاحيا وسياحيا،لكن المجالس المنتخبة لم تستثمر تلك المؤهلات بما يعود بالنفع على المنطقة وساكنتها وتنميةً للمداخيل،مما تسبب في مشكل الهجرة (هجرة السكان نحو المدن الداخلية بحثا عن العمل وظروف العيش الحسنة)والذي يهدد الجماعة باستمرار مع مرور السنوات،فتعداد الساكنة في تناقص ملحوظ حسب إحصائيات سنتي 2004و2014،مما يجعل المتتبعين للشأن المحلي يدقون ناقوس الخطر،حيث أنهم يرجعون السبب الأصلي للهجرة إلى غياب الرؤية والتخطيط الإستراتيجي لدى المجالس المنتخبة المتعاقبة على المجلس الجماعي منذ ثمانينيات القرن الماضي.فهل لتلك المجالس فعلا الدور الرئيس في ما آلت إليه الأوضاع بالجماعة؟؟
إن تقييم حصيلة أي مجلس جماعي منتخب ،يقاس بمدى مساهمته الفاعلة في تنمية منطقة نفوذه، واستقرار ساكنتها وتحسين ظروف العيش بها،إلا أن المجلس الجماعي لتاسريرت الحالي والمجالس التي سبقته في تدبير شؤون الساكنة،لم تظهر وبالملموس بصماتها على الواقع المزري الذي تعيشه الساكنة،فلا شيء تغير،حسب تعبير بعض الفاعلين الجمعويين المحليين،تاسريرت هي هي،(المركز والسوق الأسبوعي نموذجا )،وحتى نتمكن من إجراء تقييم موضوعي،لابد من تحليل بعض الجوانب المتعلقة بالدور المنوط بتلك المجالس الجماعية.
فعلى المستوى الإجتماعي لا يزال الفقر والهشاشة متفشيين وسط سكان دواوير الجماعة،فرغم إمدادات المحسنين(الأعيان) لجل الساكنة بين الفينة والأخرى وخلال المناسبات الدينية بالخصوص(الْعْشور)،إلا أن المجالس الجماعية لم تبادر قط لحل ولو معادلة واحدة من معادلات تلك الآفتين،فلا مشاريع مذرة للدخل برمجت، ولا تعاونيات أسست(بمبادرة من المنتخبين)،ولا جمعيات محلية اهتمت بمحاربة الفقر والهشاشة في برامجها ،باستثناء تجربة جمعية محلية تنشط بمركز التربية والتكوين لم تَجْن النساء ثمارها بعد،كما أن الجماعة لم تستفد من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلا مؤخرا،بعد الإستيقاظ من نوم عميق للسادة المستشارين وبعض الفاعلين الجمعويين،وبعد تحرك بعض الجمعيات المحلية،بل ولم يتم تفعيل اللجنة المحلية للتنمية البشرية،ولا لجنة التواصل مع المجتمع المدني،الذي يعد الشريك الأساس لأي مجلس جماعي راغب في التنمية،بالمقاربة التشاركية الضرورية .
أما على المستوى التعليمي،فإن القطاع تضرر كثيرا من عدم اهتمام المجالس المتعاقبة على الجماعة بالتربية والتعليم،إذ لم يستطيعوا توفير مدرسة جماعاتية تجمع شتات الوحدات المدرسية المتناثرة والمتباعدة،وملحقة تحتضن تلاميذ وتلميذات الثانوي الإعدادي بالجماعة ،ودار الطالب والطالبة على غرار الجماعات القروية المجاورة،مما أدى ببعض الآباء إلى الإنتقال نحو المدن المجاورة والبعيدة لاستكمال مشوار تربية وتعليم أبنائهم في أحسن الظروف،كما أن نسبة الخصوبة المنخفضة جدا، بسبب الهجرة دائما،تهدد المؤسسات التعليمية الإبتدائية بالإغلاق إن لم يتم تدارك الموقف من طرف المنتخبين والجهات الوصية.
وفي المجال الصحي،والذي لا يقل أهمية بالنسبة للمواطن التاسريرتي،فلا يخلو كذلك من المشاكل،فرغم توفر الجماعة على المرافق الضرورية (مع قلة التجهيزات الطبية وانعدامها أحيانا،وكذا الأدوية المضادة للسموم ،ولنزلات البرد نظرا للمناخ الذي تعرفه المنطقة والمتسم بالبرد القارس وتساقط الثلوج شتاء….)،يبقى المشكل الرئيسي هو غياب سيارة الإسعاف بالجماعة،مما يهدد حياة المواطنين في أية لحظة،إذ أن الأعطاب ظلت تلاحق تلك السيارة منذ ثلاث سنوات،والتي كانت هبة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن،وهناك أخبار توحي بأن المجلس الجماعي الحالي اقتنى سيارة إسعاف جديدة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،كما أن التوزيع الجغرافي لدواوير الجماعة ووعورة المسالك الطرقية المؤدية إليها(تكناتين-تلات زكغت-إغير أوريز-أستير-أبنارن-تيزركين-بوومان-تغاوت-فوغال…)،ساهم بشكل كبير في حرمان سكان تلك الدواوير من الخدمات الطبية على غرار الساكنة القريبة من المركز.
أما المرافق الثقافية والفنية والرياضة،فلم ولا توجد ضمن أجندات المنتخبين التاسريرتيين على مر السنين،فلا ملعب رياضي،ولا دار ثقافة،ولا تهيئة للمركز ولا فضاءات للأطفال تذكر…
وبالنسبة للطرق ووسائل المواصلات والإتصال،فقد عرفت الجماعة انطلاق مشروع إنجاز الطريق 107 الرابطة بين جماعتي تاسريرت وتارسواط منذ سنة2009،والتي توقفت فيها الأشغال عدة مرات لتتوقف نهائيا إلى حدود كتابة هذه السطور،كما أن هناك أخبار رسمية تتعلق بالطريق 1929 التي قامت جمعيتين محليتين بإنجاز دراسته بشراكة مع الجماعة والتي ستربط بين دوار تالوست وتيزركين عبر تغاوت،والتي من المنتظر أن تنطلق بها الأشغال قريبا،حسب تصريح أحد الفاعلين الجمعويين.أما وسائل المواصلات،فيبقى مشكلها دائما مطروحا بسبب عدم استفادة الساكنة من خدمات رخصتي النقل المكتراتين من طرف المجلس الجماعي والعاملتين خارج حدود الجماعة (حسب تصريح أحد المواطنين)،مما يجعل السكان يعتمدون في تنقلهم على النقل السري والشخصي،و بخصوص وسائل الإتصال فلا البث التلفزي والإذاعي الأرضي أنصف الساكنة ولا حتى شبكات الأنترنيت،رغم تواجد محطتي شركتين للإتصال بتراب الجماعة،مما يجعل المواطن خارج التغطية إعلاميا ومعلوماتيا.
وفي ما يخص الكهرباء والماء الصالح للشرب،فرغم مسؤولية الجماعة على توفيرهما للساكنة،إلا أن الجمعيات المحلية هي التي تؤدي هذا الدور المهم ،المتعلق بالماء الشروب،رغم إخفاق بعضها في ذلك،أما بالنسبة للكهرباء ،والذي لا يقل أهمية عن الماء الشروب،فإن جماعة تاسريرت تستعد لتغطية آخر الدواوير بالجماعة كهربائيا خلال أواخر هذه السنة (بوومان – فوغال) بعد معاناة مريرة للساكنة مع الحرمان من هذه المادة الحيوية والضرورية.
من خلال ماسبق يتبين للقاريء أن تلك المجالس المنتخبة ،على مر السنين،لم تكن أبدا في مستوى تطلعات الساكنة،ويرجع السبب في ذلك ،حسب تحليل أحد الفاعلين الجمعويين والسياسيين بالجماعة،إلى أن المنتخبين يُفرَضُون في أحيان كثيرة على الساكنة،كما أن أغلبهم يقطنون خارج الجماعة وبالمدن الداخلية،والبقية منهم انتهت مدة صلاحيته السياسية والعمرية،حسب تعبير ذات المتحدث،فكيف سيؤدي المستشار الجماعي دوره وهو بعيد كل البعد عن هموم الساكنة،وكيف سيبادر ويضع البرامج التنموية وهو أول الجاهلين بالطرق التي تؤدي أحيانا إلى دواره،وبظروف الساكنة المغلوب على أمرها،وهل من المقبول والمتقبل انتظار التنمية من مستشارين غير مؤهلين وغير مؤطرين حزبيا ،ففاقد الشيء لا يعطيه أبدا،بل إن منهم من لا يعرف الذين صوتوا عليه أصلا .وغير بعيد زمانيا،يتواجد بالمجلس الجماعي الحالي مستشارون لم تطأ أقدامهم مقر الجماعة منذ اجتماع تشكيل المكتب المسير سنة 2009،ومنهم من يحضر فقط عندما يتعلق الأمر بمنحة لجمعية دائرته أو دواره،رغم هزالتها،ورغم كل ذلك فالمتتبع للشأن المحلي التاسريرتي،لا يكاد يرى إلا بصمات رجال السلطات المحلية والإقليمية في بعض المشاريع،أكثر من ممثليهم بالجماعة،فلولا هؤلاء وأولئك،لكانت جماعة تاسريرت في خبر كان.
تلك إذن كانت الحصيلة،فما الآفاق؟؟فرغم إخفاقات كل المجالس المنتخبة المتعاقبة على جماعة تاسريرت وفشلها في تدبير الشأن المحلي التاسريرتي،يظل المواطن الصابر صبر أيوب،والمتفائل تفاؤل رؤية الصبي اليتيم لأبيه ،رغم استحالته،فلا صوت يعلو في التجمعات هنا وهناك،وفي مواقع التواصل الإجتماعي،فوق صوت**التغيير**،المشروع والمنشود،لكن بمن ومتى وكيف؟؟أسئلة حيرت الشباب قبل الشيوخ،والنساء قبل الرجال،فمن سيستطيع إنقاذ تاسريرت من ناقل السرعة المتبث على الخلف منذ عقود؟؟هل الشباب التاسريرتي ،المهاجر كذلك، يستطيع تدبير جماعته من هناك بالعاصمة والنواحي؟؟هل الشباب المستقر بالمنطقة والباحث عن لقمة العيش بها يستطيع ذلك؟؟أسئلة ستجيب عنها الشهور القادمة،والكل يتمنى تحقيق المعجزة،معجزة مجلس جماعي مبادر غيور متفان ومؤطر ومؤهل،لتحقيق آمال الساكنة التي سئمت من الوعود والآلام،مع أن الجميع يُقر على أن دار لقمان ستظل على حالها.
** محمد ديوان / تاسريرت.
16:01
Diouane Mohamed
تافراوت : المجالس الجماعية لتاسريرت،الحصيلة والآفاق:
تعتير جماعة تاسريرت ،التابعة لدائرة تافراوت بإقليم تيزنيت،من أفقر الجماعات القروية بالإقليم من حيث المداخيل،إلا أنها رغم ذلك تعد من أغناها فلاحيا وسياحيا،لكن المجالس المنتخبة لم تستثمر تلك المؤهلات بما يعود بالنفع على المنطقة وساكنتها وتنميةً للمداخيل،مما تسبب في مشكل الهجرة (هجرة السكان نحو المدن الداخلية بحثا عن العمل وظروف العيش الحسنة)والذي يهدد الجماعة باستمرار مع مرور السنوات،فتعداد الساكنة في تناقص ملحوظ حسب إحصائيات سنتي 2004و2014،مما يجعل المتتبعين للشأن المحلي يدقون ناقوس الخطر،حيث أنهم يرجعون السبب الأصلي للهجرة إلى غياب الرؤية والتخطيط الإستراتيجي لدى المجالس المنتخبة المتعاقبة على المجلس الجماعي منذ ثمانينيات القرن الماضي.فهل لتلك المجالس فعلا الدور الرئيس في ما آلت إليه الأوضاع بالجماعة؟؟
إن تقييم حصيلة أي مجلس جماعي منتخب ،يقاس بمدى مساهمته الفاعلة في تنمية منطقة نفوذه، واستقرار ساكنتها وتحسين ظروف العيش بها،إلا أن المجلس الجماعي لتاسريرت الحالي والمجالس التي سبقته في تدبير شؤون الساكنة،لم تظهر وبالملموس بصماتها على الواقع المزري الذي تعيشه الساكنة،فلا شيء تغير،حسب تعبير بعض الفاعلين الجمعويين المحليين،تاسريرت هي هي،(المركز والسوق الأسبوعي نموذجا )،وحتى نتمكن من إجراء تقييم موضوعي،لابد من تحليل بعض الجوانب المتعلقة بالدور المنوط بتلك المجالس الجماعية.
فعلى المستوى الإجتماعي لا يزال الفقر والهشاشة متفشيين وسط سكان دواوير الجماعة،فرغم إمدادات المحسنين(الأعيان) لجل الساكنة بين الفينة والأخرى وخلال المناسبات الدينية بالخصوص(الْعْشور)،إلا أن المجالس الجماعية لم تبادر قط لحل ولو معادلة واحدة من معادلات تلك الآفتين،فلا مشاريع مذرة للدخل برمجت، ولا تعاونيات أسست(بمبادرة من المنتخبين)،ولا جمعيات محلية اهتمت بمحاربة الفقر والهشاشة في برامجها ،باستثناء تجربة جمعية محلية تنشط بمركز التربية والتكوين لم تَجْن النساء ثمارها بعد،كما أن الجماعة لم تستفد من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلا مؤخرا،بعد الإستيقاظ من نوم عميق للسادة المستشارين وبعض الفاعلين الجمعويين،وبعد تحرك بعض الجمعيات المحلية،بل ولم يتم تفعيل اللجنة المحلية للتنمية البشرية،ولا لجنة التواصل مع المجتمع المدني،الذي يعد الشريك الأساس لأي مجلس جماعي راغب في التنمية،بالمقاربة التشاركية الضرورية .
أما على المستوى التعليمي،فإن القطاع تضرر كثيرا من عدم اهتمام المجالس المتعاقبة على الجماعة بالتربية والتعليم،إذ لم يستطيعوا توفير مدرسة جماعاتية تجمع شتات الوحدات المدرسية المتناثرة والمتباعدة،وملحقة تحتضن تلاميذ وتلميذات الثانوي الإعدادي بالجماعة ،ودار الطالب والطالبة على غرار الجماعات القروية المجاورة،مما أدى ببعض الآباء إلى الإنتقال نحو المدن المجاورة والبعيدة لاستكمال مشوار تربية وتعليم أبنائهم في أحسن الظروف،كما أن نسبة الخصوبة المنخفضة جدا، بسبب الهجرة دائما،تهدد المؤسسات التعليمية الإبتدائية بالإغلاق إن لم يتم تدارك الموقف من طرف المنتخبين والجهات الوصية.
وفي المجال الصحي،والذي لا يقل أهمية بالنسبة للمواطن التاسريرتي،فلا يخلو كذلك من المشاكل،فرغم توفر الجماعة على المرافق الضرورية (مع قلة التجهيزات الطبية وانعدامها أحيانا،وكذا الأدوية المضادة للسموم ،ولنزلات البرد نظرا للمناخ الذي تعرفه المنطقة والمتسم بالبرد القارس وتساقط الثلوج شتاء….)،يبقى المشكل الرئيسي هو غياب سيارة الإسعاف بالجماعة،مما يهدد حياة المواطنين في أية لحظة،إذ أن الأعطاب ظلت تلاحق تلك السيارة منذ ثلاث سنوات،والتي كانت هبة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن،وهناك أخبار توحي بأن المجلس الجماعي الحالي اقتنى سيارة إسعاف جديدة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،كما أن التوزيع الجغرافي لدواوير الجماعة ووعورة المسالك الطرقية المؤدية إليها(تكناتين-تلات زكغت-إغير أوريز-أستير-أبنارن-تيزركين-بوومان-تغاوت-فوغال…)،ساهم بشكل كبير في حرمان سكان تلك الدواوير من الخدمات الطبية على غرار الساكنة القريبة من المركز.
أما المرافق الثقافية والفنية والرياضة،فلم ولا توجد ضمن أجندات المنتخبين التاسريرتيين على مر السنين،فلا ملعب رياضي،ولا دار ثقافة،ولا تهيئة للمركز ولا فضاءات للأطفال تذكر…
وبالنسبة للطرق ووسائل المواصلات والإتصال،فقد عرفت الجماعة انطلاق مشروع إنجاز الطريق 107 الرابطة بين جماعتي تاسريرت وتارسواط منذ سنة2009،والتي توقفت فيها الأشغال عدة مرات لتتوقف نهائيا إلى حدود كتابة هذه السطور،كما أن هناك أخبار رسمية تتعلق بالطريق 1929 التي قامت جمعيتين محليتين بإنجاز دراسته بشراكة مع الجماعة والتي ستربط بين دوار تالوست وتيزركين عبر تغاوت،والتي من المنتظر أن تنطلق بها الأشغال قريبا،حسب تصريح أحد الفاعلين الجمعويين.أما وسائل المواصلات،فيبقى مشكلها دائما مطروحا بسبب عدم استفادة الساكنة من خدمات رخصتي النقل المكتراتين من طرف المجلس الجماعي والعاملتين خارج حدود الجماعة (حسب تصريح أحد المواطنين)،مما يجعل السكان يعتمدون في تنقلهم على النقل السري والشخصي،و بخصوص وسائل الإتصال فلا البث التلفزي والإذاعي الأرضي أنصف الساكنة ولا حتى شبكات الأنترنيت،رغم تواجد محطتي شركتين للإتصال بتراب الجماعة،مما يجعل المواطن خارج التغطية إعلاميا ومعلوماتيا.
وفي ما يخص الكهرباء والماء الصالح للشرب،فرغم مسؤولية الجماعة على توفيرهما للساكنة،إلا أن الجمعيات المحلية هي التي تؤدي هذا الدور المهم ،المتعلق بالماء الشروب،رغم إخفاق بعضها في ذلك،أما بالنسبة للكهرباء ،والذي لا يقل أهمية عن الماء الشروب،فإن جماعة تاسريرت تستعد لتغطية آخر الدواوير بالجماعة كهربائيا خلال أواخر هذه السنة (بوومان – فوغال) بعد معاناة مريرة للساكنة مع الحرمان من هذه المادة الحيوية والضرورية.
من خلال ماسبق يتبين للقاريء أن تلك المجالس المنتخبة ،على مر السنين،لم تكن أبدا في مستوى تطلعات الساكنة،ويرجع السبب في ذلك ،حسب تحليل أحد الفاعلين الجمعويين والسياسيين بالجماعة،إلى أن المنتخبين يُفرَضُون في أحيان كثيرة على الساكنة،كما أن أغلبهم يقطنون خارج الجماعة وبالمدن الداخلية،والبقية منهم انتهت مدة صلاحيته السياسية والعمرية،حسب تعبير ذات المتحدث،فكيف سيؤدي المستشار الجماعي دوره وهو بعيد كل البعد عن هموم الساكنة،وكيف سيبادر ويضع البرامج التنموية وهو أول الجاهلين بالطرق التي تؤدي أحيانا إلى دواره،وبظروف الساكنة المغلوب على أمرها،وهل من المقبول والمتقبل انتظار التنمية من مستشارين غير مؤهلين وغير مؤطرين حزبيا ،ففاقد الشيء لا يعطيه أبدا،بل إن منهم من لا يعرف الذين صوتوا عليه أصلا .وغير بعيد زمانيا،يتواجد بالمجلس الجماعي الحالي مستشارون لم تطأ أقدامهم مقر الجماعة منذ اجتماع تشكيل المكتب المسير سنة 2009،ومنهم من يحضر فقط عندما يتعلق الأمر بمنحة لجمعية دائرته أو دواره،رغم هزالتها،ورغم كل ذلك فالمتتبع للشأن المحلي التاسريرتي،لا يكاد يرى إلا بصمات رجال السلطات المحلية والإقليمية في بعض المشاريع،أكثر من ممثليهم بالجماعة،فلولا هؤلاء وأولئك،لكانت جماعة تاسريرت في خبر كان.
تلك إذن كانت الحصيلة،فما الآفاق؟؟فرغم إخفاقات كل المجالس المنتخبة المتعاقبة على جماعة تاسريرت وفشلها في تدبير الشأن المحلي التاسريرتي،يظل المواطن الصابر صبر أيوب،والمتفائل تفاؤل رؤية الصبي اليتيم لأبيه ،رغم استحالته،فلا صوت يعلو في التجمعات هنا وهناك،وفي مواقع التواصل الإجتماعي،فوق صوت**التغيير**،المشروع والمنشود،لكن بمن ومتى وكيف؟؟أسئلة حيرت الشباب قبل الشيوخ،والنساء قبل الرجال،فمن سيستطيع إنقاذ تاسريرت من ناقل السرعة المتبث على الخلف منذ عقود؟؟هل الشباب التاسريرتي ،المهاجر كذلك، يستطيع تدبير جماعته من هناك بالعاصمة والنواحي؟؟هل الشباب المستقر بالمنطقة والباحث عن لقمة العيش بها يستطيع ذلك؟؟أسئلة ستجيب عنها الشهور القادمة،والكل يتمنى تحقيق المعجزة،معجزة مجلس جماعي مبادر غيور متفان ومؤطر ومؤهل،لتحقيق آمال الساكنة التي سئمت من الوعود والآلام،مع أن الجميع يُقر على أن دار لقمان ستظل على حالها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.