اُنتخبت الجزائرية "كاميرا نايت سيد"، لولاية تمتد لثلاث سنوات، على رأس الكونغرس العالمي الأمازيغي في نسخته السابعة، والذي اختتمت فعالياته مساء أمس الأحد، بمدينة أكادير، جنوب غربي المغرب. وتعد هذه المرة الأولى التي تنتخب فيها سيدة على رأس المنظمة بعد مرور 20 عاما على تأسيسها. والكونغرس العالمي الأمازيغي منظمة غير حكومية دولية، تضم جمعيات ثقافية واجتماعية أمازيغية، تأسس في سبتمبر 1995، كان يرأسه في أخر مؤتمر، المغربي "خالد الزيراري"، ومقره العاصمة المغربية الرباط. ويهدف المؤتمر الذي ينعقد كل ثلاث سنوات، وانطلق يوم الجمعة الماضي، إلى الدفاع عن حقوق الأمازيغ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، ويسعى إلى دسترة الهوية الأمازيغية والتنسيق بين النشطاء الأمازيغ وتثمين وترقية التراث الأمازيغي. وحظيت "نايت سيد" بإجماع مؤتمرات ومؤتمري الكونغرس العالمي الأمازيغي، وبلا منافس إثر تراجع ممثلي المغرب عن تقديم مرشح باسمهم، في أشغال المؤتمر الذي حضره مراسل الأناضول. وفي تصريحها للأناضول، قالت الرئيسة الجديدة للكونغرس العالمي الأمازيغي، "إن انتخابي نتيجة تعاقدي كناشطة أمازيغية، كما يؤكد رغبة كل أعضاء الكونغرس في حفز النساء ومنحهن الأسبقية في القيادة والمسؤولية". وأضافت "نايت سيدا" قائلة: "ثمة تحديات شاقة وكبيرة تنتظرني، وعلى رأسها تفعيل التوصيات الصادرة عن الكونغرس العالمي الأمازيغي في نسخته السابعة، وكذا تفعيل خارطة طريق المنظمة التي أفرزها النقاش الكبير والرصين على مستوى الورشات الأربع طيلة الثلاثة أيام الماضية من أشغال المؤتمر وصودق عليها". ومضت قائلة "سأعمل من أجل تحقيق أهداف الكونغرس العالمي الأمازيغي وتفعيل قراراته، وبالأساس القرب من هموم وآلام وآمال كل الأمازيغ، كلما تعرضوا لأذى ومناصرة قضاياهم وحقوقهم كاملة لدى بلدانهم وفي المحافل الدولية". ولفتت "نايت سيدا" إلى أنها "ستظل مدافعة عن المرأة الأمازيغية كما كانت، متشبتة بالأرض وبهوية المرأة الأمازيغية، وتقوية لها لتكون أمازيغية قوية لها صدى داخل كل الشعوب". وصادق المؤتمرون على رفع تمثيلية الدول الأعضاء بالكونغرس إلى 59 عضوا، بإلحاق 5 مناطق (دول) جديدة رسميا لشغل عضوية المجلس الفيدرالي للكونغريس. وتعلق الأمر بكل من مصر (مقعد واحد) وموريتانيا (مقعد واحد) وبوركينافاسو (مقعد واحد) ، ومنطقة الأزواد بمالي (5 مقاعد) والنيجر (5 مقاعد). كما تمت إَضافة 3 مقاعد لأمازيغ جزر الكناري (إسبانيا) بتصويت المؤتمرين. وفي بيان المؤتمر الختامي، طالب المشاركون حكومات بلدانهم باحترام حقوق الأمازيغ، ومنها حقهم في الرأي والتعبير، وإقرار اللغة الأمازيغية لغة رسمية في بلدانهم. ونددوا ب "الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها أمازيغ المزاب في الجزائر والأزواد والطوارق في جنوب الصحراء". كما طالبوا "المجتمع الدولي بالتدخل وتشكيل لجن مشتركة للبحث والتقصي وإقرار المزيد من الحقوق لسكان مناطق بلاد تمازغا، واعتذار إسبانيا عن جرائمها في حرب الغازات السامة ضد إبادة مغاربة أمازيغ في حرب الريف (شمال)". ودعوا إلى "وقف استنزاف ثروات وخيرات مناطق النيجر والطوارق من ماء ومعادن وغيرها، ووقف الهجمات الارهابية التي يتعرض لها سكان تلك المناطق لتصفية الأمازيغ بها، وكذا وقف الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها سكان المزاب والشاوي بالجزائر وموريتانيا والنيجر والطوارق والطوغو الأمازيغ". كما تضامن البيان الختامي مع "كل المضطهدين والمعتقلين الأمازيغ في المغرب المدانين في قضية مكناس المغربية (شمال)، بعشر سنوات سجنا نافذة، ومعتقلي غرداية بالجزائر والأزواد في مالي، والافراج عنهم". و"الأمازيغ"، هم مجموعة من الشعوب الأهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غربي مصر) شرقا إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوبا.