عاشت مجموعة من مراكز الامتحان بنيابة كلميم (كلميم،بويزكارن،تغجيجت) طيلة أيام امتحانات البكالوريا توترات وتجاوزات أثرت بشكل سلبي على الأجواء التربوية والنفسية للمترشحات والمترشحين ،المراقبات والمراقبين ،على حد سواء، نتيجة تدخلات من طرف بعض الملاحظين تتجاوز اختصاصاتهم،وفق تصريحات الأساتذة المشتغلين بالمراكز السالفة الذكر،إذ يعمد المعنيين إلى اعتراض سبل التلاميذ خارج قاعات الامتحان وإخضاعهم للتفتيش بطرق مهينة ومستفزة نتج عنها تبادل للضرب بين المسؤولين(رئيس المركز والملاحظ) والمترشحين.وحسب شهادة مراقبي إحدى القاعات بمركز ثانوية الحسن الثاني التأهيلية بويزكارن،فإن الملاحظ المشرف على الامتحان تجرأ ،ودون مرافقة رئيس المركز،وكتب عبارة (غش) على ورقة تحرير إحدى المترشحات،دون الاعتماد على المسطرة القانونية المتبعة في هذا الشأن، ليصدر أمره بعد ذلك للمراقبين لتوقيع تقرير الغش الشيء الذي أدى إلى حدوث ملاسنات وفوضى جعلت القاعة غير ملائمة لإجراء الامتحان.وعلى اثر هذه النازلة المخالفة للقانون، حسب تصريح أحد النقابيين،فإن أب التلميذة بصدد رفع دعوى قضائية ضد المسؤول السابق اثر التعسفات التي لحقت ابنته. هذه التجاوزات وغيرها، دفعت نقابة الجامعة الوطنية للتعليم إلى إصدار بيان توصلت تيزبريس بنسخة منه ،حملت فيه المسؤولية كاملة للإدارة الإقليمية والجهوية في إصدار تكليفات للمشرفين على تدبير وتتبع الامتحان دون الاعتماد على مضمون دفتر المساطر والدلائل المرفقة. كما أكد ذات البيان على الحرص على نزاهة وشفافية الامتحانات ضمانا لتكافؤ الفرص ورفض الطريقة المنتهجة لتدبير الامتحانات وظروف إجرائها بمختلف المراكز،واستنكر تغييب البعد التربوي في التعاطي مع مختلف الحالات المرصودة ،وتغليب منطق المقاربة الأمنية في معاكسة للأجواء التربوية المفروض توفيرها للتلميذ والأستاذ والإداري على حد سواء.و تساءل البيان في نقطة أخرى عن المعاييرالمعتمدة في اختيار هؤلاء المسؤولين مما يفتح الباب مشرعا أمام مجموعة من التأويلات . وعلاقة بالموضوع نفسه، وقع أساتذة وإداريي وجمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ ثانوية الحسن الثاني التأهيلية بويزكارن على عريضة يتأسفون فيها على الأحداث والتجاوزات التي عرفها المركز أيام الامتحانات، سيرفعونها للجهات المعنية ،وذلك لرد الاعتبار اثر ما لحقهم من اهانات أثناء تأدية واجبهم التربوي والمهني.كما أصدر حزب التقدم والاشتراكية فرع بويزكارن بيانا للرأي العام،استنكر فيه التصرفات اللاتربوية لرئيس مركزثانوية الحسن الثاني التأهيلية والملاحظ والتي لا علاقة لها بالعملية التعليمية وفق تعبير البيان،كما دعا الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والنيابة الإقليمية إلى فتح تحقيق حول ملابسات إقصاء مجموعة من التلاميذ بطرق غير قانونية والاهانة التي تعرض لها الأساتذة المراقبين والإداريين بذات الثانوية.