رغبة من الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الشاوية ورديغة في الانفتاح على التجارب الرائدة في مجال تفعيل مشروع المدارس الجماعاتية لمحاربة الهدر المدرسي ، والاطلاع على نماذج التدبير التربوي والاداري والمالي لهذه المؤسسات التعليمية القروية بغاية توسيع عرضها المدرسي في هذا المجال، قام ّ وفد هام يضم ثلاثة اعضاء من المجلس الاداري لاكاديمية سطات وهم السادة المصطفى صائن رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بالمجلس الاداري ومصطفى العلوي ومصطفى بوزيان ممثلا اللجن الثنائية في المجلس، يوم الثلاثاء 28 أبريل 2015 بزيارة استطلاعية رفقة اطر من النيابة مكلفة بالشراكة والاتصال ، بالمدرستين الجماعيتين لاربعاء رسموكة واربعاء الساحل باقاليم تيزنيت . خلال الزيارة الصباحية لجماعة رسموكة، استقبل الوفد من لدن السيد مدير المؤسسة ومساعديه وممثل عن الاتحاد الجهوي للفيدرالية الوطنية لجمعيات امهات وآباء واولياء التلامذة بالمغرب (السيد مبارك العياشي)، الذين أطلعوا اعضاء الوفد على مراحل تنزيل المشروع مرحلة بمرحلة ومجالات مساهمة كل متدخل من المتدخلين المباشرين سواء كانت نيابة اقليمية، أو جماعة قروية أو جمعية الامهات والاباء أو اكاديمية جهوية او فعاليات المجتمع المدني النشيط…، كما أبرزوا له ايجابيات المشروع وركائز نجاحه كأحد البدائل والحلول التي يراهن عليها في مجال التربية والتكوين لتشجيع التمدرس والارتقاء بالجودة وتحسين فرص النجاح ومحاربة كل اشكال الهدر المدرسي والتسرّب . وهي أهداف استراتيجية كبرى يصعب تحقيقها في فضاءات المدارس القروية الحالية التي تتميز بهشاشة بنياتها التحتية وبتشتتّ وحداتها المدرسية وتعدد مستوياتها الدراسية. وكانت الزيارة مناسبة لاعضاء الوفد، للوقوف على نجاعة النقل المدرسي في انجاح مشروع المدرسة الجماعاتية، والاطلاع على طريقة تدبيره من خلال جمعية امازالن للنقل المدرسي التي تتوفر على اسطول مهم من الحافلات ساهمت بها الى جانب جمعية« Espoir du sud » لبعض افراد الجالية الرسموكية بالخارج، الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة درعة والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان (أندزوا)، وعلى المستودع الخاص بحظيرة السيارات الذي تم بناؤه في اطار اتفاقية شراكة ثلاثية بين الجمعية و النيابة الاقليمية والجماعة القروية، اضافة الى دعم الجماعة القروية والمجلس الاقليمي في مايتعلق بالمحروقات والصيانة. وقد عبر اعضاء الوفد عن اعجابهم بطريقة التدبير ودقة العمليات ، وحسن التنظيم لجميع الوثائق والمستندات التي تهم النقل المدرسي بمقر الجمعية. كما زاروا بالمناسبة مؤسسة التعليم الاولي وحديقة الاطفال، وعقدوا لقاءات مع الاطر الادارية والتربوية للتعرف على رايهم في جدوى المشروع وحضروا عملية تقديم وجبة الغذاء لفائدة 310 تلميذ وتلميذة بمطعم المؤسسة في اطار الدعم الاجتماعي الذي تقدمه الاكاديمية الجهوية عبر منح مخصصة لتشجيع المدارس الجماعاتية بالجهة. وفي الحصة المسائية، قام الوفد بزيارة تفقدية واستطلاعية للمدرسة الجماعاتية باربعاء الساحل ، التقى خلالها باطر المؤسسة الادارية منها والتربوية ،وعاين عن قرب خدمات النقل المدرسي الذي يتم بشراكة مع جمعية دار الطالب والطالبة وجمعية تامونت الساحلية ، واستمع الى اراء الفاعلين التربويين حول اهمية المدرسة الجماعاتية في تحقيق الجودة وتطوير الممارسة التربوية ، واطلعوا على نماذج من استعمالات الزمن الخاصة باقسام التخصص وببرنامج العمل السنوي لمختلف الانشطة التربوية والرياضية والثقافية والدعم المدرسي. كما كانت الزيارة مناسبة لاعضاء الوفد للالتقاء بالسيد ابراهيم السفيني رئس الجماعة القروية للتعرف على مساهمة جماعته في تنزيل المشروع كشريك اساسي، وافاق تطوير هذا النموذج المتميز من المؤسسات التعليمية وتوسيعه ليشمل باقي المؤسسات التعليمية بالجماعة. وأشاد أعضاء الوفد بالتجربتين الهامتين اللتين شاهدهما بالاقليم، منوهين بمستوى انخراط المجالس المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني والمحسنين الى جانب النيابة الاقليمية والاكاديمية الجهوية ، في تنزيل المشروع وضمان الالتفاف حوله من لدن فئات المجتمع واحتضانه ، في افق اخراج قانون تنظيمي يؤسس لهذا النوع من المدارس القروية ضمن شبكات المؤسسات التعليمية، ويمكنه من جميع الامكانات الضرورية واللازمة للتسيير والتدبير سواء في مايتعلق بالموارد البشرية المؤهلة أو الوسائل والتجهيزات والمعدات، أوتوفير جوانب الدعم الاجتماعي ( نقل مدرسي، اطعام مدرسي، داخليات، منح مدرسية…)،أو توفير الفضاءات المناسبة لممارسة الانشطة المختلفة وتوظيف التخصص لاستفادة التلاميذ من كامل الغلاف الزمني وتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين وتحسين المردودية الداخلية للنظام التربوي..
وركزت جل الملاحظات التي استقاها الوفد من مختلف الفاعلين والمتدخلين ، على أهمية المستلزمات الحيوية التي تحتاجها المدارس الجماعاتية لنجاح التجربة، ومن بينها على سبيل المثال الربط بشبكات الماء والكهرباء والهاتف والانترنيت وتوفير المرافق الادارية والتربوية الضرورية وسكنيات الاساتذة لضمان استقرارهم الاسري، اضافة الى خدمات الاطعام والنقل المدرسي والاستفادة من الداخليات ودور الطالب والطالبة بالنسبة للتلاميذ القاطنين بالمناطق الجبلية الوعرة التي يصعب معها تفعيل النقل المدرسي باستمرار.