تعد ساقية أگلو مصدر عيش العديد من الأسر التي تقطن بالدواوير المحيطة بها، وأحد العوامل الأساسية التي شجعت دوما على الاستقرار واستثباب الأمن الغذائي بالمنطقة، نظرا لأهمية الماء في حياة الإنسان، خاصة في هذه المنطقة ذات المناخ الشبه الجاف، فبعد صمودها طيلة القرون الماضية أمام عوامل الطبيعة، وعبث الإنسان، باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى من التوقف الكلي عن أداء وظائفها الغذائية، بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت مياه العين التي كانت تسقيها على مستوى القناة الجوفية التي تمر عبرها في اتجاه الحقول، وذلك من جراء فيضانات 28 نوقمبر 2014 التي أقر الجميع أنها غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، ولم يشهد المسنون من أهالي البلدة مثيلا لها قبل ذلك. لم تنفع جهود "جمعية تايافوت للتنمية الفلاحية بأگلو" التي استبشر الفلاحون خيرا إثر تجديد مكتبها، ولا تضحيات الفلاحين بمعداتهم البسيطة وإمكانياتهم المحدودة، في التغلب على أكوام الأوحال ومختلف العوالق التي أقحمتها مياه الفيضانات الجارفة داخل القنوات الجوفية التي اختنقت مما حال دون تدفق المياه بالشكل المعهود، وهو ما أثر سلبا على معنويات الفلاحين الذين بذلوا جهدا كبيرا ليكون محصول الذرة في الموسم الجاري، في مستوى طموحاتهم، إلا أن آمالهم تبددت بعد النقص الكبير الحاصل في صبيب العين، بحيث لم يعد في مستطاع أي ملاك أن يسقي مزروعاته بالحصة المحددة التي يمتلكها، وهو ما من شأنه أن يفاقم الوضعية المادية للفلاحين الذين هم أصلا من ذوي الدخل المحدود. لقد مضى أزيد من أربعة أشهر على حادث الفيضانات، ولم يترك مسؤولو الجمعية بابا إلا وطرقوه، ولا مسئولا إلا وسعوا إلى مقابلته، و لا جهة يهمها أمرهم إلا واتصلوا بها آملين أن ينالوا مرادهمويحققوا أمنيتهم، فما تلقوا إلا الوعود، وفي أحسن الأحوال فإن كل مرؤوس يرفع الأمر إلى رئيسه، وهكذا دواليك حتى ضاعت الأمانة، ولم يعد أحد يكترث بهذا الوضع إلا الفلاحون الذين يعاينونه بشكل يومي، ويكتوون بتبعاته كأن البلاد لا تملك مؤسسات تسهر على مصلحة المواطنين ولا السلطات الوصية على تتبع أحوالهم. مرة أخرى تناشد الجمعية كافة المسئولين، لا سيما القطاع الوصي على الفلاحة، لمساعدتهم عاجلا وتقديم الدعم اللازم للتغلب على الصعوبات التي تعترضهم وتحول دون تحقيق مبتغاهم.