"لقد بحت حناجرنا وصُدت الأبواب في وجوهنا ولم يبق لنا غير جنابكم الشريف بعد الله تعالى"، بهذه العبارة استهلت عريضة تحمل توقيع نحو 478 تاجرا بسوق المتلاشيات بإنزكان المعروف بإسم "السوق القديم" مرفوعة إلى الملك محمد السادس، تطلب من خلالها تدخله لدى السلطات المحلية بعمالة إنزكان آيت ملول ولدى المجلس البلدي، بغية إيجاد حل لمعاناتهم مع التهديدات المتوالية بالإفراغ وقطع مصدر عيشهم دون أية بدائل. المشتكون سبق وأن طالبوا المجلس البلدي لإنزكان بمنحهم حق الاستفادة من سوق "الحرية" بشروط معقولة دون تلقي أجوبة مرضية، موردين أنهم سئموا مما أسموها "المراوغات والوعود الكاذبة"، والتي تصب كلها في اتجاه التخلص منهم "بأية وسيلة وبأي ثمن تقول" رسالة الاستعطاف المرفوعة إلى الملك، والتي تتوفر عليها هسبريس. التجار المعيلون لأزيد من 500 أسرة والذين قضوا ما يفوق 30 سنة بمحلاتهم التي بنيت بناء على رخص من المجلس البلدي، والتي يؤدون واجباتها الضريبية باستمرار حسب قولهم، تفاجئوا بتهديدات بالترحيل فضلا عما وصفته رسالتهم ب" تربص بنا من غرضه في المال فقط غير مراع ولا مبال بنا ولا بمصيرنا". ومن جهة أخرى، استنكر فرع السوق القديم للمتلاشيات بإنزكان المنضوي تحت لواء "الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب"، أسلوب التهديد الذي صيغت به رسائل إنذارية بالإفراغ من طرف أحد المحامين بأكادير الموكل من طرف الشركة المالية العقارية "أ.ز" المكلفة ببناء سوق الأطلس، موجهة إلى التجار. كما ندد الفرع النقابي بما أسماه "قلب الحقائق ومحاولة إضفاء الشرعية على اتفاق بين الشركة وعمالة إنزكان آيت ملول والمجلس البلدي وإحدى النقابات"، والتي وصفها بيان صادرعن الفرع ب"الصورية"، مشددا على التشبث بإيجاد حل منصف يحفظ للتجار حقهم في الحفاظ على مورد رزقهم. وختم الموقعون رسالتهم باستعطاف الملك بالقول " نلتمس منكم أن تتدخلوا لدى الجهات المسؤولة قصد استفادتنا، نحن تجار السوق القديم لإنزكان من سوق الحرية وبشروط تراعي أحقيتنا وأسبقيتنا وأقدميتنا وحالتنا الاجتماعية.".