شهدت الجلسة الإفتتاحية للجامعة الوطنية للإعلام و حقوق الإنسان، التي افتتحت مساء يوم الجمعة الماضي، حوارا متعمقا حول العلاقة بين الإعلام و حقوق الإنسان، و شهد النقاش العام للجلسة اتفاقا و اختلافا حول أبعاد التأثير الإيجابي و السلبي لكلا الموضوعين. و جاء محور الجلسة الإفتتاحية تحت عنوان: "الإشكاليات المهنية في تناول الإعلام لقضايا حقوق الإنسان" و التي أطرها أساتذة و متخصصين في الإعلام و القضاء و ناشطين في مجال حقوق الإنسان من بينهم: الدكتور المهدي شبو ، رئيس المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب بأكادير، الإعلامي عبد العزيز كوكاس، و الناشط الحقوقي و عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بأكادير التيجاني الهمزاوي، و الأستاذ حسين ساف خبير في تكنولوجيا الإعلام و الإتصال. هذا، و قد أجمعت النقاشات التي أسس لها المتدخلون في الجلسة، على أن للإعلام دورا هاما و أساسيا في التوعية بقضايا حقوق الإنسان، و ذلك في إطار مهماته الأساسية في عكس مواقف الرأي العام من خلال القضايا المختلفة و أيضا في تكوين و صناعة الرأي العام من ناحية أخرى، كما أجمع المتدخلون، أن دور الإعلام يتجاوز التوعية باتجاه الدفاع و الحماية و التعزيز من خلال فضح الإنتهاكات و إشاعة احترامها و التحريض على المطالبة بالحقوق المنتقصة و التربية على احترام حقوق الآخرين و التنبيه إلى عدم التعسف في استخدام الحقوق. من جهة أخرى أكدت مداخلات الحضور، على أن الإعلام المغربي و خاصة الإعلام الجهوي يغفل بشكل كبير تناول قضايا حقوق الإنسان، و هو ما فسره اتجاه بأنها لا تمثل في العادة حدثا يجذب اهتمام وسائل الإعلام، مع انتقائية التناول للقضايا العامة و منها قضايا و موضوعات تتعلق بحقوق ذوي الإحتياجات الخاصة و حقوق المرأة و الطفل… و حسب وثائق الجامعة فإن هذه المبادرة المتميزة تأتي من منطلقات عديدة و على رأسها تفردها بجمع أزيد من 100 شاب إعلامي و إعلامية و عدد من الفاعلين في مجال القضاء و حقوق الإنسان، فضلا عن سعيها لتحقيق هدف استراتيجي يتمثل في رفع الكفاءة، و تعزيز مهارات الصحفيين الشباب على ضوء المرجعية الدولية للحريات وحقوق الإنسان، و كذا تعزيز هذه المهارات في صفوف جمعيات المجتمع المدني و النشطاء الشباب في مجال الحريات و الديمقراطية. و تتميز أشغال هذه الجامعة التي ينظمها الإتحاد الوطني للصحفيين الشباب بالمغرب بشراكة مع المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان و بتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الإتصال بأكادير، خلال الفترة الممتدة من 31 أكتوبر إلى 03 نونبر، تحت شعار: "الإعلام و حقوق الإنسان: الوضع الحالي و البديل المهني" بجدول أعمال غني و متنوع يتضمن لقاءات و جلسات علمية و كذا ورش العمل حول مواضيع الإعلام و الديمقراطية و حقوق الإنسان موجهة أساسا ل 60 من الإعلاميات و الإعلاميين الشباب يمثلون مختلف المنابر الإعلامية، هذه الفئة التي يراهن عليها الإتحاد لدعمهم و تقوية قدراتهم بهدف خلق نواة الفاعلين الإعلاميين، لكون هذه الفئة تشكل رصيدا من الكفاءات لتأسيس شبكة قوية و متمكنة للدفاع عن حقوق الإنسان بواسطة إنتاجاتهم الإعلامية. و في تصريح لرئيس الإتحاد "أحمد موشيم"، أكد على أن الإتحاد يلتزم دائما بنهج التطور و التحديث بتقديم كل ما من شأنه رفع الكفاءة و تعزيز مهارات الصحفيين الشباب، و هذا ما جعلنا ننظم هذه الجامعة خاصة و أن موضوعها يقع في صميم انشغالاتنا، لاسيما أن هدف الجامعة الوطنية للإعلام و حقوق الإنسان هو إبراز الدور الهام الذي تؤديه وسائل الإعلام في الترويج لثقافة حقوق الإنسان، و في نشر الوعي في أوساط مختلف المتدخلين، كما نسعى من خلال هذا المشروع لتنمية الحس النقدي لدى الصحفيين عند قيامهم بتغطية صحفية لفعاليات و مواضيع متعلقة بقضايا الحريات و حقوق الإنسان.