كان مهتمو الشأن النقابي بإقليمتيزنيت شهر ماي الماضي على موعد مع أول ملف نقابي يعرض على اللجنة الإقليمية للبحث و المصالحة برئاسة عامل إقليمتيزنيت، وتكمن طبيعته المتفردة في كونه يأتي قصد البث في واحد من أشد القرارات التي تتخذ من قبل أرباب العمل والتي تلقى معارضة من المأجورين . الملف ،كما تابعته تيزبريس في مختلف محطاته وتتوفر على نسخ محاضره، انتهى بالحكم بتنفيذ مطلب الشركة القاضي بالإغلاق الجزيء للوحدة الإنتاجية مع ما يترتب عنه من تسريح العمال وفق القانون وقد تم تنفيذ ذلك بعد شهرين تقريبا من القرار إذ غادر العديد من العمال المنجم بعد تسلم المستحقات المالية الآتية من تطبيق ما تنص عليه مدونة الشغل. لم ينتظر العديد من العمال ولو أياما إلا وغادروا المنطقة التي كانوا فيها هم حديث القيل والقال فقد ملأوا المكان قبولا وتارة رفضا وتارة أخرى استغلالا، والزائر لامحالة سيرى أثر ذلك فقد "قل البشر" على حد تعبير أحد ساكنة دوار أفيلال بجماعة أفلا إغير متحدثا لتيزبريس ، لكن في الجانب الآخر للقضية تتحدث الأوساط المحلية عن مسؤولية العمال فيما حدث فقد بات الجميع بمنطقة أفلا غير يقر أن السبب في توقف العمل بأهم وحدة بالمنجم راجع إلى انخراط العمال في العمل النقابي ودخولهم في ممارسات صنفوها في خانة الممنوعات ووجهوا أصبعهم لهيئة نقابة واحدة دون الأخرى وحملوها وزر فقدان فئات واسعة للشغل في وضعية اقتصادية واجتماعية محكومة بعدة متغيرات، وقد استدل البعض ممن فتحت تيزبريس الموضوع معهم بأن العمال الذين لم ينخرطوا في كل الأشكال النضالية التي خيضت داخل المنجم في الفترة السابقة والتزموا بالعمل تم الإحتفاظ بالعديد منهم ولم يتأثروا بقرار الإغلاق فما زال العشرات يتابعون مهامهم داخل الوحدة الصناعية، و أكد بعض المهتمون بالموضوع بمنطقة أفلا إغير أن شيئا ما حدث اثناء مفاوضات الهيئة النقابية، المغضوب على أمرها بتعبير احد مناضليها، مع مسؤولي الشركة إن على المستوى المركزي وحتى المستوى الجهوي. وفي السياق نفسه، عاينت تيزبريس مقر الفرع المحلي لنقابة الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بمنجم أقا المتواجد بمركز جماعة أفلا إغير قد أغلق وتم إزالة العلم الوطني والشارة على بنايته ليشكل بذلك واحدا من الدلائل التي تبرز انه قد تم إنهاء العمل النقابي بمنجم أقا وأسدل الستار عنه ليكون كابوسا لن يقترب منه العمال من جديد، يقول متحدث بدوار تمكدشت بذات الجماعة فضل مغادرة العمل بعد ان شكر الله على حسن العاقبة من حوادث الشغل المحدقة بالعامل على عمق 1500 متر في كل حين. هذا ويذكر أن بالمنجم عرف العديد من المحطات النضالية قادها فرع ك.د.ش بالمنجم تمكن مناضلوه من كسب مكتسبات عمت جميع العمال بدون استثناء خاصة بوجود تمثيلية نقابية لهئية نقابية اخرى. ومن جهة اخرى، وفي خضم ما حدث وانطلاقا من كون نشاط الإستغلال متواصل بالمنجم، يبقى التساؤلان مطروحين: هل حقيقة تم اقبار العمل النقابي بمنجم أقا كولدمينين؟ وهل صحيح أن أطرافا نقابية جديدة تسعى إلى هيكلته بذات الموقع؟