على الطريق المؤدية لدوار تكميرت المنتمي جغرافيا لجماعة أملن،عانينا ونحن نزورها للمرة الأولى،فما بالك بمن يقطعها يوميا نحو تافراوت وتاسريرت لاقتناء مستلزمات الحياة،ثلاث كيلومترات تميزها وعورةالمسالك و أقل ما يقال عنها أنها لا تصلح حتى لمرور الدواب فما بالك بوسائل النقل الأخرى،انطلقنا والأمل يحدونا للقاء ساكنة ذلك الدوار لنشاركهم أحزانهم وآلامهم وآمالهم لتحسن وضعيتهم ورفع التهميش الذي طالهم منذ سنوات خلت،واستقبلنا أحد الشباب وقال لنا مازحا :هل جئتم للحملة الإنتخابية؟؟ لأنه لا أحد يزورنا إلا خلال الحملات بحثا عن الأصوات …منظر طبيعي رائع رغم كل شيء،ومؤهلات طبيعية قل نضيرها في دواوير المنطقة،أشجار اللوز تستقبلك في أول وهلة،وتخبرك أن هاهناك كنز ثمين ،وروائح الأعشاب الطبية والنباتات العطرية تعطر الأجواء ،منازل تقليدية وسكان بسطاء منفيون،لم تصلهم بعد أعمدة الكهرباء ولم تعرف لدوارهم سبيلا،أما التلاميذ رغم قلتهم ،فلهم نصيبهم من المعاناة،يتنقلون يوميا صوب فرعية بدوار آيت أسيم عبر مسلك منحدر خطير وعلى بعد ثلاث كيلومترات أخرى،إلا أن ما أثلج صدورنا إتمام جميع التلاميذ لدراستهم ولم يفقدوا الأمل.هذا هو المغرب العميق والمنسي قال أحد السكان الشباب،فهل من مسؤول رشيد يفك عزلة هؤلاء؟؟؟