كان انعقاد الدورة التاسعة لمهرجان السينما والهجرة بأكادير، في هذه الآونة بالذات، فأل خير على واقع السينما المغربية على العموم، وعلى عدد قاعاتها بشكل خاص. وشكل تواجد حوالي مائة وخمسين ضيفا من فنانين ومخرجين ونقاد وإعلاميين، مغاربة وأجانب، إضافة إلى المئات من فناني وفعاليات المجتمع المدني وإعلاميي المنطقة من مرتادي المهرجان ومتتبعي فعالياته، ضغطا كبيرا على المسؤولين للتدخل من أجل إيجاد حل يحول دون إغلاق قاعة سينما ريالطو.... وهكذا، عرف حفل اختتام الدورة التاسعة من المهرجان، ليلة أول أمس السبت، الذي حضره كل من عبد اللطيف معزوز، الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية، وعبد الصمد قيوح، وزير الصناعة التقليدية، ومحمد بوسعيد، والي أكادير، ورئيس الجهة، ابراهيم الحافيدي، والمكرمان حسن حسني ويونس ميكري، والكاتب الكبير الطاهر بنجلون، إضافة إلى العشرات من الفنانات والفنانين، (عرف) مفاجأة إعلان مقدم الحفل أن قاعة سينما ريالطو لن تبقى مغلقة، وأنها ستفتح أبوابها من جديد، أمام عشاق الفن السابع، وذلك بعد تدخل من السيد والي جهة سوس ماسة درعة من جهة، وتحت ضغط الفنانين وعشاق السينما من جهة أخرى. المفاجأة التي لم يتوقعها أحد، دفعت الجمهور إلى الصياح والوقوف مطولا من أجل التصفيق لهذه المبادرة التي أثلجت صدور الجميع. وفي تصريح خص به "أخبار اليوم"، نيابة عن عائلة "الحاج يحيى" المالكة لقاعة سينما ريالطو، أشار المسؤول عن تسيير القاعات السينمائية التي تعود ملكيتها للعائلة، أنهم "كانوا مضطرين إلى إغلاق القاعة السينمائية لسبب واحد، مادي محض، وذلك بعد تراكم الديون عليها، إذ وصلت إلى حوالي 140 مليون سنتيم، من ديون لمؤسسة الضمان الاجتماعي ومستحقات المركز السينمائي المغربي ومستحقات الضرائب". وأضاف أن ذلك "راجع إلى قلة إقبال الجماهير على ارتياد السينما، منذ اكتساح الفضائيات للمشهد المغربي وبسبب القرصنة.. وقبل إقدامنا على إغلاق القاعة راسلنا جميع المسؤولين والسلطات من ولاية أكادير والمجلس البلدي ومسؤولي المركز السينمائي المغربي ومفتشية الشغل، وأخبرناهم بعجز المؤسسة على تحمل أعباء القاعة، وأنه سيتم إغلاقها، مؤقتا، ريثما يتم إيجاد حل". وأكد ذات المتحدث، أنه "بعد إلحاح الفنانين الحاضرين في المهرجان على عدم الإغلاق وتدخل الوالي ووعده بالتدخل لدى الجهات المعنية من أجل إيجاد حل للمشاكل المادية العالقة". وفي ذات السياق، علمت "أخبار اليوم" أن وزير الاتصال، مصطفى الخلفي، في اتصال هاتفي مع منظمي المهرجان، طلب منهم إيصال رسالة إلى مسؤولي القاعة مفادها أنه سيعمل ما في وسعه من أجل الحيلولة دون إغلاق القاعة السينمائية، وأنها ستكون من أول القاعات بالمغرب التي ستستفيد من تجهيز رقمي من الوزارة. من جهة أخرى، عرف حفل الاختتام التفاتة رمزية من منظمي المهرجان للكاتب الكبير الطاهر بنجلون، إذ تم الاحتفاء به بشكل كبير. ومباشرة بعد ذلك اختتم الحفل بعرض فيلمين لكل من الحسين الشكيري، بفيلمه القصير "زمن المعجزات" والفيلم الطويل "الطريق إلى كابول" لأخيه المخرج إبراهيم الشكيري. واستحسن الجمهور الحاضر فكرة اختتام المهرجان بفيلمين لاثنان من أبناء أكادير. الحسين أرجدال/ يومية أخبار اليوم