يعيش السكان في جماعة الركادة حالات رعب يومي بسبب التفجيرات اليومية داخل مقالع الحجارة، ويتخوفون من وصول الأمر لدرجة استحالة العيش في المنطقة بسبب تلويث المياه والحقول، والضجيج، واهتزاز جدران البيوت.هذا فضلا عن تأثر الغطاء الغابوي لشجر الأركان بسبب الغبار. وعلى الرغم من أن هذا الرعب اليومي بدأ منذ سنوات، إلا أنه استفحل خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن «انعدمت»، حسب وصف بعض السكان، مراقبة الدولة للمقالع التي يشتغل أغلبها بطرق وصفوها ب«غير قانونية»... وهو ما جعل هذه المنطقة على حافة انفجار اجتماعي. و وجه سكان عدد من القرى في المنطقة رسائل إلى عدد من المسؤولين طالبوا من خلالها بالتدخل لوضع حد لمعاناتهم اليومية، كما قاموا بوقفات احتجاجية قامت بتغطيتها عدد من الصحف الوطنية والمحلية. وتظهر طريقة عمل المقالع بين دوار الفريرينة وبعقيلة على سبيل المثال، تناقضا مهولا بين القوانين والواقع، حيث تتم التفجيرات في كل الأوقات، وبشدة كبيرة تصل هزاتها لدواوير العين وتدايغت وإد بوزيد وغيرها فضلا عن دوار بعقيلة وإدعلي اسعيد والفريرينة وبلفضيل...مما يزيد من احتمال حدوث تصدعات في جدران المنازل.كما أن اشتغال آلات التكسير دون توقف يسبب ازعاجا متواصلا ليل نهار. وتأثر قطاع الزراعة وتربية المواشي الذي يعتبر مصدر عيش لغالبية سكان الجماعة بفعل المخالفات المستمرة لأرباب المقالع، حيث تغطي سحب الغبار عشرات الهكتارات من غابة الأركان، و تمتد لمسافة سبعة كلومترات، كما يتخوف السكان من انخفاض صبيب العيون التي تعتبر العمود الفقري للزراعة بالمنطقة. ومعالم المنطقة الطبيعية تغيرت رغما عنها، فبعض الهضاب التي كانت تعيش زخما طبيعيا ، غدت قفارا. و يصف سكان المناطق المتضررة ما يقوم به أصحاب المقالع بأنه «حرب حقيقية ضد البشر والحيوان والبيئة، وتدمير ممنهج لحياة الناس ومستقبل الأجيال المقبلة، وكارثة إنسانية وبيئية بكل المقاييس».ويحملون المسؤولية لرئيس المجلس القروي الذي صادق على تراخيص هذه المقالع ولا يزال يدافع عنها بشدة، لأنها تدر على الجماعة مداخيل"مهمة" ،كما خلقت بضعة "مناصب شغل" !!! كما يطالب المحتجون،بالشفافية، حيث يلف الغموض تلك التراخيص، والشروط التي تتضمنها دفاتر التحملات، ومدى احترام هذه الشروط، وملاءمتها مع القوانين التي تشدد على احترام البيئة، ومعايير التنمية المستدامة. فهل سيتم إنصاف هؤلاء المواطنين ؟ وطرد «لعنة الحجارة الذهبية»؟!