قررت عشرات الأسر المتحدرة من واحة "تمسوقت" بضواحي فم الحصن بإقليم طاطا، بعد عشرات السنين من النزوح عن أصولها هذه هربا من استهدافهم من هجمات فلول البوليساريو إبان سنوات المواجهة المسلحة خلال سبعينيات القرن الماضي، قرر هؤلاء نهاية الأسبوع الماضي العودة إلى واحتهم المهجورة ليعيدوا إلى ربوعها حياتها الطبيعية ورونق حقولها ومساكنها العريقة في التصاميم والتقاليد والعادات... فعلى بعد حوالي ثلاثين كيلو متر عن تندوف وخمسة وعشرين كيلو متر عن مدينة فم الحصن دشن شباب تمسوقت مصحوبين بمن بقي على قيد الحياة من آبائهم وأجدادهم مؤازرين بفعاليات جمعوية وسياسية من فم الحصن ورشا مفتوحا بدعم من البرنامج الوطني للواحات وبشراكة مع المجلس البلدي لفم الحصن حيث تم حفر بئر مزود بمضخات تعمل بالطاقة الشمسية مكن من غرس فسائل النخيل، كما وقف جمع المتطوعين على فصول من تاريخ المنطقة وذاكرتها والآثار المتبقية فيها من خلال عروض سردية لشيوخ طاعنين في السن من أهالي المنطقة فيها، وحسب محمد أوضور رئيس المجلس الحضري لفم الحصن أن هذه الخطوة تأتي "لإعادة إعمار واحة تمسوقت تفعيلا لأهداف برنامج الواحات خاصة أن المنطقة كانت معروفة بمؤهلاتها الفلاحية وجودة تربتها المنتجة لنوع خاص من التمور" وأضاف أن "ما تضمنته الزيارة الأولى لتمسوقت ما هي إلا بداية لبرنامج سيستمر في مراحل قامة بأنشطة أخرى أكثر كثافة وتنوعا وشاملا لمجالات تنموية عدة سينجز بشراكة مع السكان الأصليين للمنطقة والمجالس المنتخبة ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية". محمد بوطعام/الأحداث المغربية