فوجئ سكان منطقة «أنزا»، شمال مدينة أكادير، بظهور منصة عائمة بعمق كيلومترين عن الشاطئ، الأمر الذي آثار مخاوف العديد من الفاعلين الجمعويين الذي اعتقدوا أن الأمر يتعلق ببداية المشروع المثير للجدل والمتعلق بإنشاء محطة لتصفية المياه العادمة. وقد أثار الظهور المفاجئ للمنصة شكوك المتتبعين، خاصة بعد أن خاض السكان معركة من أجل ثني المجلس البلدي والوكالة متعددة الخدمات عن إقامة المحطة في المنطقة لِما سيكون له من تأثير على البيئة وتلوث مياه الشاطئ، وهو ما ستكون له... انعكاسات سلبية على صحة سكان المنطقة. وذكرت مجموعة من الإفادات التي توصل بها فاعلون جمعويون أثناء استفسارهم عن طبيعة هذه المنصة ردا مفاده أن الأمر يتعلق بمنصة لإقامة أجهزة من أجل دراسة مياه خليج أكادير وأنه لا علاقة لذلك بالمحطة موضوع الخلاف بين السكان والمجلس البلدي. إلا أن الأجوبة التي توصل بها السكان لم تكن مقنعة وظل السؤال المطروح هو هل يتعلق الأمر حقا بمنصة لدراسة جودة مياه خليج أكادير أم إن الأمر يتعلق بمحطة منصوبة لإنشاء الأنابيب التي ستدفع المياه الناتجة عن المحطة مسافة بعيدة في عمق البحر. وكانت التنسيقية المحلية للسكان قد عرضت أسباب رفضها إنشاءَ هذه المحطة في مراسلة وجّهتها لوالي جهة سوس -ماسة، المتمثلة في كون الرسم العقاري عدد S/45996 هو الرسم الأم لتجزئة الوحدة ولكون القطعة الأرضية موضوع التفويت (P4) التابعة لهذا الرسم سالف الذكر مساحتها 3H75a70ca وليس هكتار ونصف الهكتار، كما أن تصميم التهيئة المصادق عليه اعتبر هذه القطعة صالحة للتعمير. وقد أنجز المجلس السابق عمارة نموذجية لإسكان قاطني دور الصفيح بها. ويضيف المحتجون أن التصميم المديري لتطهير السائل في أكادير الكبير 1998 - 2010 واضح ولا يدع مجالا للشك أو التأويل، إلا أنه تم تحريفه من طرف الوكالة المستقلة متعددة الخدمات. وشكك المواطنون في دواعي مطالبة الوكالة المستقلة متعددة الخدمات بهذه القطعة الأرضية، التي لا تتمثل في القضاء على التلوث السائل في أنزا، بل زيادة الربح لتضاعف من زبنائها المحتمَلين في كل من «تاغزوت» و«أورير»، ما دام المشروع السياحي الذي كان مقررا إنشاؤه شواطئ ما بين «تمراغت» و«تاغزوت» قد أفلس والحي الصناعي في أنزا سيتم ترحيله في أفق 2012. كما أفادت المراسلة الموجهة للوالي أن الدراسات التي تقدمت بها الوكالة مُتجاوَزة ويجب تحيينها بناء على المعطيات الجديدة. كما أن أشغال الشطر الاستعجالي الثاني لتطهير السائل الخاص بشواطئ «أنزا» تم إنجازه ولم يتبقَّ إلا إنجاز قناة في البحر على طول 3 كيلومترات ونصف، كما أثبتت الدراسة.