في سابقة من نوعها بإقليمتيزنيت، قدم ابراهيم السفيني، رئيس المجلس الجماعي لأربعاء الساحل بإقليمتيزنيت، أخيرا، استقالته إلى خليفة القائد بمقر الجماعة، ووجه نسخة منها إلى عامل إقليمتيزنيت. وذكرت مصادر «الصباح» أن السفيني بمجرد افتتاحه للدورة العادية للمجلس الجماعي المنعقدة بمقر الجماعة، قرأ على أعضاء المجلس من المكتب المسير والمعارضة وبحضور خليفة القائد الاستقالة من المجلس بصفته رئيسا ومنتخبا، احتجاجا على ما أسماه لامبالاة السلطات المحلية والإقليمية ومصالح الأمن وعدم تجاوبها مع شكايات المواطنين وملتمسات الجماعة لحماية الممتلكات الفلاحية للسكان الساحليين من الاعتداءات المتكررة لجحافل الأغنام والإبل التي يرعاها الرحل القادمون من الأقاليم الصحراوية. بعد ذلك، سلم الرئيس رسالة الاستقالة إلى الأعضاء الحاضرين وإلى ممثل السلطة بالمجلس الذي سلمه كذلك جميع طوابع الجماعة وغادر القاعة، لينسحب الجميع. ولمعرفة الأسباب الحقيقية لهذه الاستقالة التي جاءت قبيل الانتخابات التشريعية، حاولنا الاتصال لأكثر من مرة بالرئيس المستقيل، غير أن هاتفيه ظلا مقفلين طيلة اليوم. وفي اتصال بابراهيم أكلال، النائب الأول للرئيس، أكد أن أعضاء الأغلبية المسيرة للمجلس اجتمعوا بعد انسحاب الرئيس وقرروا الاستقالة الجماعية، إذ حرروا مراسلة في هذا الشأن ووقعوها جميعا وقدموها للسلطات، ويتعلق الأمر بكل من ابراهيم أكلال، وابراهيم بوخالد، ومبارك بن الطاهر، ونادية زعبون، نواب الرئيس، ولحسن أخربيل، كاتب المجلس ونائبه محمد بيشا، والمستشارين عبد القادر ندشلح ولحسن أبخشاش ويوسف أفرياض وابراهيم الدرقاوي، غير أن المستشار محمد بيشا، رئيس اللجنة الثقافية، أكد ل»الصباح» أن الأعضاء العشرة حرروا فعلا الاستقالة المذكورة على أساس أن يصادقوا على توقيعاتهم اليوم (الاثنين) وسيقدمها أحدهم للسلطات في اليوم نفسه. وأضاف محمد بيشا أنه أمام عجز المسؤولين عن إيقاف زحف جحافل الأغنام والمعز والإبل التي ضربت غابات الساحل كالإعصار وحولت المخطط الأخضر إلى الأسود، في الوقت الذي استثمرت الحكومة وجمعيات مدنية بالساحل ملايين الدراهم لزرع أزيد من 150 هكتار من أشجار الصبار على صعيد تراب الجماعة القروية، إذ تضررت عدة مناطق بدءا بتاسوليلت وإدبورمضان وبزرز وإكرضان وأكني ندعدي، «والغريب في الأمر أن لجنة مكونة من المديرية الإقليمية للفلاحة والسلطات والدرك الملكي زارت المناطق المتضررة ورفعت تقاريرها إلى السلطات، لكن دون جدوى». وأضاف أيضا أن مجموعة من الأسر بالساحل منعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدرسة التي غالبا ما تبعد بعشرات الأمتار عن المنازل، وذلك مخافة أن يتعرضوا للأذى من قبل الرحل وسرقتهم لاستغلالهم في الرعي، كما حدث في عدة مناطق أخرى بالجنوب المغربي. واستقبل المجتمع المدني بالساحل قرار الاستقالة بالاستحسان وعبر رؤساء عدة جمعيات عن تضامنهم مع المجلس الجماعي ومع الفلاحين المتضررين. يذكر أن عشرات الهكتارات من أشجار الأركان والصبار والمزروعات التي رعاها المواطنون لمئات السنين، تعرضت للنهب والتدمير من قبل آلاف الأغنام والإبل التي تجتاح منذ شهور عدة مناطق بالإقليم. ومن المنتظر أن تحرج مبادرة المجلس الجماعي للساحل مجموعة من رؤساء المجالس وأعضائها بكل من إقليميتيزنيت وسيدي إفني، خاصة المناطق التي شهدت إنزالات خطيرة للرحل، بل أدى فشل المسؤولين في حماية أملاك المواطنين إلى عدة اشتباكات بين الرحل والسكان بهذه المناطق، سقط إثرها الضحايا، كما حدث بالجماعة القروية لبونعمان الشهر الماضي والجماعة القروية لتيغرت ووجان والمعدر وأكلو. إبراهيم أكنفار (تيزنيت)