تعتبر جماعة بوطروش التي تبعد عن مدينة تزنيت ب94 كلم من أفقر الجماعات القروية حيث بلغ فيها مؤشر الفقر 5,69% ،مما جعلها مستهدفة في إطارالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،ونظرا للمناخ شبه الصحراوي للمنطقة وغياب مصادر للماء الصالح للشرب فقد تمت برمجة مشروع لتزويد الدواوير التابعة للجماعة بالماء الصالح للشرب في إطار برنامج محاربة الفقر للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لسنتي 2007و2009 . المشروع الذي بلغت تكلفته الإجمالية 6.463.454 درهم... والذي تم إدراجه في إطار الإلتقائية: الشطرالأول خلال السنة المالية 2007 بتكلفة إجمالية 5.450.000 درهم منها 2.020.000 درهم كمساهمة من المبادرة الوطنية البشرية و3.080.000 درهم كمساهمة من المديرية الإقليمية للتجهيزو350.000 درهم كمساهمة من المجلس الإقليمي أما الشطر الثاني فقد برمج خلال السنة المالية2009 بتكلفة إجمالية بلغت 1.013.454 درهم والذي مول في إطار منحة من المملكة العربية السعودية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.بحيث تتولى المديرية الإقليمية للتجهيز مهمة تنفيد الأشغال الممولة في إطار مساهمتها،كما تتكلف الجماعة القروية لبوطروش مهمة تنفيد الأشغال الممولة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي .وبعد إنتظارطويل استبشرت ساكنة الجماعة خيرا بعد انطلاق أشغال الهندسة المدنية التي حددت في 8 أشهر حيث تم إعطاء الأمر بالخدمة للمقاولة المكلفة بتاريخ 16/08/2010 .إلى أن أشغال المشروع عرفت تأخرات كثيرة مما دفع الكاتب العام للعمالة تيزنيت إلى عقد اجتماع حول تتبع إنجاز المشروع يوم 30 دجنبر2010 بحضور كافة المتدخلين والمساهمين في المشروع حيث أرجأت اللجنة التقنية برئاسة ممثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب هذه التأخرات إلى كون الصفقة غير مثمرة لمرتين بالإضافة إلى الظروف المناخية القاسية وقد بلغت نسبة إنجاز أشغال المشروع 70% منها تجهيز الثقب الإستغلالي ومد 7 كلم من قنوات الدفع كما تم بناء خزان مائي نصف مدفون سعته 250 متر مكعب .ومن أجل تسريع وثيرة إنجاز المشروع تم اتخاد القرارات التالية:دعوة الجماعة القروية لبوطروش لحث المقاولة المكلفة بالمشروع على استكمال تنفيد الأشغال الموكولة لها في الآجال المحدد في دفتر الشروط الخاصة. كما تمت دعوتها لمكاتبة مصالح المكتب الوطني للكهرباء من أجل إعداد دراسة تقنية لربط محطة الضخ بالكهرباء .بالإضافة إلى ذلك تمت دعوة اللجنة المحلية للتنمية البشرية واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لسيدي إفني إلى تخصيص إعتمادات إضافية لاستكمال المشروع من خلال مد قنوات التوزيع. إلى أن هذه القرارات بقية حبرا على ورق إذ توقفت الأشغال في المشروع بعد الإنتهاء من بناء الخزان المائي لتبقى أشغال بناء محطة الضخ ومد قنوات التوزيع بسبب رفض صاحب البقعة الأرضية التي ستنشأ عليها محطة الضخ تسليمها .مما دفع بعض المنتخبين إلى عقد اجتماع مع السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي إفني يوم الإثنين 4 أكتوبر 2011 من أجل تدارس أسباب وحيثيات توقف المشروع خصوصا وأن المنطقة بدأت تعاني من ندرة الماء الصالح للشرب نتيجة ضعف التساقطات المطرية خلال الموسم الفارط ، كما أن بعض الآبار التي تستغلها بعض الجمعيات بالمنطقة بدأت تنضب مثال (دوار ادمبارك ،دوار واوكشرير،دوار إزروالن...) مما يهدد ساكنة المنطقة البالغة عددها 4496 نسمة .وفي يوم 11 أكتوبر 2011 قام السيد العامل بزيارة إلى جماعة بوطروش رفقة طاقم تقني حيث قاموا بزيارة مكان بناء محطة الضخ كما تم عقد لقاء تواصلي مع منتخبي المنطقة وبعض الفاعلين الجمعويين،إلى أن اللجنة الإقليمية فشلت في إيجاد حل للمشكل،وانطلاقا من هذه الحيثيات فإن النسيج الجمعوي في المنطقة و الذي قام بسحب جميع مشاريعه التنموية والمدرة للدخل من أجل إنجاز مشروع تزويد دواوير جماعة بوطروش بالماء الصالح للشرب والذي راهن عليه من أجل خلق دينامية اقتصادية وإجتماعية في المنطقة يتخوف من إستغلال المشروع في مزايدات انتخابية بعيدا عن فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي أراد منها صاحب الجلالة نصره الله أن تكون قاطرة لرفع مؤشرات التنمية وكذا أساسا للحكامة المحلية الجيدة .فإلى متى تبقى مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رهينة المزايدات الإنتخابية؟ والميزاجية في تسييرالشأن المحلي؟ محمد ظني