يعد منتزه ماسة الوطني واحدا من بين أحسن المتنزهات بجهة سوس ماسة درعة في الساحل الأطلسي، وتقع هذه المحمية الطبيعية بمنطقة ذات مناخ جاف وتتميز بتنوع ودينامية في الأوساط الطبيعية، الشيء الذي يجعل العديد من أصناف الحيوانات و النباتات ملاذا لها والظروف الملائمة لعيشها و نموها. ويكون مصب وادي ماسة مناطق رطبة ذات أهمية كبرى بالنسبة للطيور المهاجرة والقارية منها، كما يعيش في هذه المحميات صنف من بين أصناف الطيور المهددة بالانقراض... وهو طائر أبو منجل الأقرع الشمالي، إذ يوجد في العالم 250 طائرا منها، 50 زوج معشش. ويتمركز هذا الطائر في الساحل الأطلسي بين سيدي الرباط و سيدي بولفضايل بماسة، حيث يختار تلك الصخور المحاذية للبحر مكانا للتوالد و الاستقرار، بعيدا عن الإنسان فتعمل المديرية الجهوية للمياه والغابات على حرصها ومتابعة شتى أصناف الحيوانات و الطيور التي تجعل من المنطقة استقرارا لها. فوادي ماسة الساحر غني بهذه الطيور و الحيوانات البرية خصوصا لرواد الطبيعة، و المشكل التي تعاني منه هذه المحميات مشكل الرعي الجائر أو رعاة الأغنام و الجمال، حيث تتوافد على المنطقة في بداية موسم الزهور، أيام فصل الربيع. وهناك أيضا المشكل الثاني الذي تعاني منه هذه المحميات، ونعني به استغلال ساكنة المنطقة، خصوصا على الشريط المحاذي لهذه المتنزهات، لتقطيع أشجار الغابة. ويهدد هذان المشكلين المنطقة بكارثة طبيعية محتملة، ناهيك عن الطريق المؤدية إلى المنتزه الوطني لسوس ماسة، و الذي يشكو العديد من مرتادي هذا الطريق من السياح و الزوار على حد سواء، ويطالبون بفك العزلة عن طريق سيدي بنزارن الطبيعي إضافة الى القنبلة البيئية المحتملة في تيزنيت و هي بداية الشروع في بناء محطة حرارية لإنتاج الكهرباء بالفيول الثقيل، و التي ستمتد آثارها السيئة لتشمل مناطق واسعة من إقليمتيزنيت و إقليم شتوكة أيت باها. ويطالب السكان بالعمل على إنقاذ ما يمكن اتقاذه من لدن المصالح المختصة وذلك لتفادي هذا المشكل الذي يهدد أمن و استقرار هذه المحمية بشكل عام.