المد البحري الذي ضرب الشريط الساحلي الأطلسي الممتد بين سلا وأكادير ليس تسونامي. التفسير العلمي المتوفر لحد الآن والذي استقته «الأحداث المغربية» من متخصصين في علوم المناخ والجيولوجيا الطبيعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، على رأسهم المتخصص محمد الطيلسان، تنفي وجود تسونامي. التبرير الذي يطرحه التفسير العلمي هو أنه لم ترافق هذا المد أية حركات تكتونية ( زلازل – تحرك الصفائح الأرضية ...) الأمر يتعلق إذن، بظاهرتين طبيعيتين تزامنتا في ليلة واحدة. الظاهرة الأولى تتعلق بما يطلق عليه علماء الجيولوجيا «تراقص المياه الحية» المرتبط بحركة مياه البحر تحت تأثير الجاذبية. التراقص ظاهرة تؤثر على قوة المد والجزر البحريين ترتبط بوضعية الأرض مع الشمس والقمر، وتعطي ظواهر مماثلة للمد الذي ضرب الشريط الساحلي الأطلسي، بصفة عادية ودائمة. وحسب المتخصص محمد الطيلسان دائما، فإن ظاهرة التربيع ( وجود الأرض والشمس والقمر في وضع زاوية أو قائمة ) أو وجود الأرض بين الشمس والقمر أو وجود القمر بين الشمس والأرض في وضع خطي، تسفر دائما عن مد بحري عالي أو جزر عالى أيضا. الظاهرة الطبيعية الثانية مناخية بحتة، وتتعلق باقتراب منخفض جوي قادم من إيسلندا من السواحل الأطلسية المغربية، وتعارضه مع المرتفع الجوي الآصوري المستقر بدوره منذ مدة فوق السواحل المغربية. الظاهرة تعرف علميا بالعباب العالي المرتبط باختلاف الضغط الجوي، أدت إلى تكوين ما يعرف بالعباب la houle، وهي ظاهرة تحدث داخل البحار وتؤدي إلى تقبيب الكتل المائية، وهو ما يفسر ارتفاع الأمواج التي ضربت السواحل المغربية. «ما وقع إذ ليس بالأمر الجديد في المناخ المغربي وليس هناك ما يدعو للذعر» يؤكد المتخصص والباحث محمد الطيلسان «بل حوادث عادية جدا تحدث عند اجتماع أسباب الظاهرتين إلا أن هناك مؤشرا مهما يجب الانتباه إليه، ويتعلق بالمناطق التي غمرها المد، وهي المناطق التي توجد على ارتفاع قريب جدا من سطح البحر. هذه المناطق تصبح معرضة للغمر في حالة استمرار درجة حرارة الأرض في الارتفاع خلال السنوات والعقود المقبلة».