موضوع المجازر في أولادجرار واجهة من واجهات الشأن المحلي التي تثير بعيدا عن الصورة المقرفة التي ترسمها لها حاسة البصر بجانب المطرح الجماعي المفتوح الذي يحكم عليها الطوق يوما عن يوم بنفاياته المتراكمة ، موضوعا آخر شديد الارتباط يتعلق باللحوم الحمراء ، ليس في طريقة نقلها الغير السليمة والغير الصحية ملفوفة في أكياس الميكا عبر السيارات الخاصة إلى محال البيع والتوزيع في غياب سيارة جماعية خاصة بذلك ، وإنما في كمية اللحوم المذبوحة المصرح بها التي يستهلكها الجراريون ليس بأفواههم وإنما عبر لغة الأرقام التي تفيدنا بها معطيات رقمية ضمن لائحة المداخيل السنوية للجماعة إلى غاية 30شتنبر 2013. تذر ضريبة الذبح تبعا للوثيقة المرفقة للموضوع ، دخلا ماليا سنويا للجماعة يقدر بحوالي 36000 درهما .وهو ما يؤشر لنا بشكل مباشر على كمية اللحوم السنوية المذبوحة المقدرة ب 30000 كيلو ، التي تؤدي بالمنطق ضريبة 1,20 سنتيما للكيلوغرام . أو بأرقام أخرى 2500 كيلو في الشهر إلى أن تصل الكمية ما معدله 625 كيلو في الأسبوع . وإذا ما وزعت هذه الكمية الضئيلة على عدد الجزارين الرسميين الست أصحاب محلات البيع الدائمة بأولادجرار ، فستكون النتيجة هي : 104 كيلوغرام للجزار في الأسبوع .أي بما معدله في البيع 14.85 كيلو للجزار في اليوم . مؤشرات أخرى تفيدنا بها واجهة ثانية من التحليل ، حيث تصل بنا الحسابات إلى معدل الاستهلاك السنوي الجراري للحم الذي هو 1,87 كيلو للفرد إذا ما تم قسمة الكمية المصرح بها للضريبة على ساكنة المنطقة التي تتجاوز 16 ألف نسمة .وهو رقم يبقى بعيدا كل البعد عن معدل الاستهلاك الفردي الوطني الذي لا يتجاوز 13 كيلو في السنة ، فما بالك بمعدلات الاستهلاك الفردي السنوية في أمريكا التي تصل إلى 100 كيلو ، و50 كيلو في الصين . وضع يبعث برسائل إلى من يهمهم الأمر لكشف المستور في الموضوع ، فإما أن فراغ الأرقام تملؤه الذبيحة السرية ، وإما أن القضية فيها تستر عن كمية اللحوم المذبوحة المصرح بها للضريبة ، وإما أن الجراريين تحولوا إلى نباتيين ؟ عبد الحميد بكون بوابة أولاد جرار المستقلة