مع حلول شهر رمضان لهذه السنة تجددت معاناة ساكنة المدينة القديمة (أحياء: إضلحة، أولبيض، بويغد...) في أداء صلاة التراويح خصوصا مع تأخر عمليات إصلاح و ترميم المسجد الكبير (المدينة القديمة - قرب العين الزرقاء)، بحيث يضطرون لقطع مسافات طويلة من أجل الصلاة في مساجد أخرى أو يتزاحمون في المدرسة العلمية العتيقة المجاورة للمسجد الكبير في غياب شروط النظافة الضرورية و التجهيزات و الأفرشة لأداء هذه الشعائر المقدسة، و قد عاينت "تيزبريس" انقطاع التيار الكهربائي أثناء صلاة التراويح ليلة الإثنين 15 غشت 2011... بالمدرسة العلمية العتيقة المجاورة للمسجد الكبير، كما اطلعت على ظروف الصلاة بهذا الفضاء الغير معد أساسا لاستقبال هذا العدد من المصلين. و للإشارة فقد أقدمت دوائر مسؤولة منذ السنة الفارطة على اغلاق المسجد الكبير و لم تكشف بعد الدواعي الحقيقية لهذا الاغلاق الذي ردته فعاليات مهتمة بالشأن الديني بتيزنيت و معها الرأي العام المحلي الى احتمال ظهور شقوق في بناية المسجد، و قد قررت السلطات المغربية إغلاق حوالي ألفي مسجد قديم مهدد بالانهيار تحسبا لاحتمال تكرار مأساة سقوط مئذنة مسجد البردعيين بمدينة مكناس على رؤوس المصلين في فبراير من السنة الماضية. و يأتي قرار إغلاق هذا العدد الكبير من المساجد، على خلفية قيام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بفحص 19 ألفا و205 مساجد تبين أن أكثر من نصفها يعاني من أضرار كبيرة حسب الأرقام الرسمية. ودفعت هذه الأرقام الوزارة إلى إغلاق ألف و256 مسجدا بشكل كلي، و416 مسجدا بشكل جزئي، بالإضافة إلى هدم وإعادة بناء 513 مسجدا وإصلاح تسعة آلاف و924 مسجدا خلال مدة تراوح بين أربع وخمس سنوات. ويعتبر المسجد الكبير من أقدم المراكز العلمية والدينية بمنطقة سوس، يقع بتراب ادضلحة داخل البلدة القديمة لتيزنيت، جدد بنائه القائد سعيد الكيلولي بعد تهدم المسجد القديم مع صومعته البسيطة الواقعة في مكان خصة الماء الحالية فأحاطه بالجدار الخارجي وسقف منه الصف الأول. وبعد انجلاء القائد المذكور لم يتم المسجد فبقيت الصومعة بلا تبليط بما في دالك الأخشاب البارزة. و في 1903 أضاف القائد همو التزنيتي الصفين الثاني والثالث الموالي للقبلة ولم يتم تبليط الصومعة إلا في 1927 م، وقد تعاقب على الجامع علماء كثيرون منهم: الحسن بن الطيفور السموكني, محمد بن أحمد الأغرابوي, سعيد الكثيري.... و قد عبرت ساكنة المنطقة و مجموعة من الفعاليات المدنية هناك ل"تيزبريس" عن تذمرها و احتقانها من هذا الوضع الشاذ على حد قولها، مما يستدعي التدخل العاجل للسلطات المعنية لإعطاء الانطلاقة لإصلاح المسجد الكبير، و إعادة الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية المتميزة.