كان المكان غاصا بالسكان الذين قدموا فور علمهم بحملة طبية بسيدي داود من كل مكان يرجون العلاج ويطلبون التطبيب رجالا ونساء وأطفالا وعجائز، منهم من عرض نفسه على الأطباء بمختلف تخصصاتهم والذين بلغوا عشرة أطباء، ومنهم من قدم لينقذ حياة بتبرعه بدمه، وبلغ هؤلاء ما يربو عن أربعين متبرعا. ومرت أجواء الحملة الطبية على الوجه الذي يليق من حسن نظام وتتبع وتوجيه وإرشاد وقد قام الفريق المتطوع من أعضاء جمعية سيدي داوود بتنظيم المكان وإعداده واستقبال الزوار وتوجيه الراغبين في تشخيص حالتهم وتسجيلها، بينما توزع الأطباء والممرضون على أقسام مؤسسة فرعية سيدي داوود التابعة لمجموعة مدارس ابن سيناء كل حسب اختصاصه، فمن الفحص الطبي بشقيه الرجال والنساء إلى أمراض سرطان الثدي إلى قياس السكر في الدم والضغط الدموي إلى أمراض العيون وينتهي المطاف بكل حالة إلى الصيدلية التي كان عدد المتطوعين فيها كبيرا، وصاحبت كل عملية نصح وتوعية طبية ومطويات إرشادية، إما بالنسبة للحالات التي استعصت بسبب احتياجها إلى تشخيص أدق، وأدوات عمل أحدث، من تحاليل دم أو راديو وغيرها فإنه يتم توجيهها لتستفيد من العلاج بالمركز الاستشفائي الإقليمي حيث ستتتبع الجمعية حالتهم ، وبلغ مجموع المستفيدين من الحملة حوالي خمسين وثلاث مائة مستفيد بمعدل خمس وثلاثين حالة لكل طبيب من التاسعة صباحا إلى حدود الثانية زوالا. كما استفاد الأطفال من ورشة للتنشيط البهلواني ترويحا لهم . واستحسن السكان هذه المبادرة الإنسانية النبيلة التي تروم إعادة الدفء الاجتماعي وإحياء قيم التضامن والتعاضد التي ساهمت فيها كل من جمعية أطباء تيزنيت ومندوبية وزارة الصحة بتيزنيت والمجلس الجماعي لأكلو وجمعية التضامن لمستخدمي القطاع الصيدلي بأكادير وتنظيم من جمعية سيدي داوود للتنمية والتعاون ، كما حضرت عناصر من القوات المساعدة حفاظا وسهرا على الأمن ومدير المؤسسة التربوية التي احتضنت الحملة. البشير أكونين وإبراهيم أكنفار